(1)
] قرأت أمس دفاعاً (كجلمود صخر حطه السيل من علِ) لرئيس تحرير هذه الصحيفة أحمد يوسف التاي عن وزير الاعلام والثقافة فيصل محمد صالح فهالني ما كتبه التاي عن فيصل محمد صالح حتى ظننت ان التاي يكتب عن الشهيد احمد الخير او الشهيد محجوب التاج محجوب .. استعجبت ان يقيّم التاي الامور من خلال منظوره هو – دون اعتبار للرؤى الاخرى ، بل ذهب التاي ابعد من ذلك وسخر واستخف من الرؤى التي تنتقد فيصل محمد صالح بكل السلبيات التي نشهدها ويشهدها الجميع من وزير الاعلام والثقافة الذي لا يختلف دوره كثيراً من صاحب (وحدث ما حدث).
] كنت كلما قرأت جملة في زاوية (نبض للوطن) في دفاعات التاي عن فيصل اعيد النظر الى كاتب المقال ثم اقول في نفسي هل ذلك الشخص الذي يقصده التاي هو حقاً فيصل محمد صالح؟
] أهذا فيصل؟
] التاي ينتقد حكومة الثورة بما يشاء ويثقل عليها نقداً، ولا يترك لها (جنبة تنقلب عليها) ، فهو لا تثريب عليه، وعندما يحدث ذلك الانتقاد وبدرجة اقل ومهنية من غيره يعتبر التاي ان ذلك ردة على الثورة وتثبيطاً ولا يتوانى في ان يرمى المنتقد للحكومة الانتقالية بالدولة العميقة ، فهو (كوز) وان استشهد في ميدان الاعتصام.
(2)
] كتب التاي امس : (منذ ان تولى الاستاذ فيصل محمد صالح وزارة الاعلام ظل الرجل هدفاً للهجوم والانتقادات الموضوعية وغير الموضوعية التي تصل احياناً حد التجني ، وكل تلك السهام كانت ولا تزال تأتيه من كنانة زملاء المهنة ، وآخر هذه الانتقادات سيجدها القارئ الكريم بالداخل ضمن حوار مميز مع الكاتب الصحفي المميز الاستاذ محجوب عروة ناشر صحيفة السوداني الدولية .. وعروة بالطبع ليس وحده بل عدد كبير من الصحافيين لم تفتر أسنة أقلامهم عن توجيه الانتقادات الحادة لفيصل والتي تصفه احياناً بـ (الريكورد) واحياناً يشبهونه بـ(احمد بلال) .. لكن الذي يلقي نظرة موضوعية لمجمل هذه الانتقادات سيجد أن غالبيتها انحرفت عن الموضوعية المرة).
] لا ادري اين كانت تلك (الموضوعية) التي يطالب بها التاي مع فيصل محمد صالح عندما كتب التاي سلسلة مقالات يهاجم فيها بغلظة وزير الصحة السابق اكرم علي التوم عندما كان ذلك الوزير في اشد الحاجة للدعم والمساندة ، حتى ان وزير الصحة السابق اوقف التعامل مع (الانتباهة) بسبب اعتقاده باستهداف الانتباهة له.
] المفارقة الغريبة ان احمد يوسف التاي خرج وقتها يدافع عن الذين يهاجمون اكرم علي التوم وكان التاي قد كتب مقالاً شهيراً يثني فيه ويشيد بالزميلة لينا يعقوب التي كانت تنتقد وزير الصحة السابق.
] لا ادري كم مكث اكرم علي التوم وقتها في وزارته ليستثني فيصل محمد صالح من الانتقاد الآن ويجد له مبرراً وهو يكتب : (الصحافيون والإعلاميون يريدون من فيصل تذليل كافة العقبات والمشاكل المتراكمة خلال اقل من عام).
] فيصل محمد صالح الآن تجاوز العام وهو وزير للإعلام والثقافة لكن التاي يحسب فترته اقل من عام – لا اعرف كيف حسبها التاي ، ام هي عين الرضا التى هي عن كل عيب كليلة.
] الغريب ان التاي يريد من الصحفيين عدم انتقاد فيصل محمد صالح مراعاة للزمالة ، وهذا شيء إن عمل به الصحفيون اودى بمهنيتهم الى الزوال.
] لا تعنينا الزمالة في هذا المقام بشيء.
(3)
] كتب التاي في (ابتهالاته) لفيصل محمد صالح و(انبهالاته) له الاتي : (وفي رأيي ان عدم الموضوعية يكمن في النظرة الى مشاكل الاعلام وقضاياه بمعزل عن مشاكل السودان الحالية وأزماته المستعصية ، واذا كانت خزينة الدولة غير قادرة على توفير الادوية المنقذة للحياة وعاجزة عن توفير الوقود والخبز والاشياء الضرورية لحياة الناس فكيف لفيصل ان يجعل كل همه هو تخفيض الضرائب والجمارك ومدخلات الانتاج للناشرين بينما شعب بلاده يتضور جوعاً والناس يموتون بسبب انعدام الادوية وارتفاع اسعارها فهو ضمن طاقم وزاري ليس له ان يقدم القضايا الفرعية على القضايا الملحة التي تعني الوجود او عدمه ، والقضايا القومية الأكثر إلحاحاً).
] هذه الكلام يصدر من صحافي يشغل منصب (رئيس تحرير) لأكثر الصحف السودانية انتشاراً وتوزيعاً وتأثيراً.
] ألا يعلم التاي ان الصحافة والإعلام الحر هو طريقنا الى حياة خالية من المعاناة.
] عبر الصحافة والإعلام يمكن ان تحدث النهضة في الصحة وفي التعليم.
] على هذا فان الدولة عليها ان تعلق النشاط الرياضي ولا تصرف عليه لأن الدولة عاجزة عن توفير (الدواء) للناس.
] مديرة الامداد الطبي اطاح بها الاعلام عندما كشف عن اهمالها وتخاذلها ..وهذا نموذج بسيط لأهمية دور الاعلام.
] الكثير من القضايا الملحة والأساسية حلها يكمن في القضايا الفرعية والتي يمكن ان يحسبها البعض انصرافية.
] بل ان الدول الكبرى حققت نهضتها من خلال (رفاهيتها) و (ملاهيها) و (ملاعبها).
] الصحافة لا تقل اهمية عن (الدواء) وهي علاج لكثير من الامراض المزمنة في السياسة والمجتمع والاقتصاد.
(4)
] بغم /
] يبقى فيصل محمد صالح وزير الإعلام والثقافة دوره كله ينحصر في حدود (مذيع الربط) الذي يقدم المسلسل اليومي والبرامج قبل ان تبدأ – علماً ان الفضائيات استغنت في السنوات الاخيرة عن (مذيع الربط) الذي لم يعد له جدوى ولا وجود
محمد عبد الماجد – صحيفة الانتباهة