ماذا خسر السودان بذهاب الإنقاذ؟

بذهاب الإنقاذ في 11/4/2019 بعد ثلاثين عاما من الإنجاز والإعجاز .. الأمن والإيمان .. النماء والرخاء .. رغم الحرب والحصار والتخذيل .. خسر السودان الكثير الذي يحتاج تعويضه عشرات السنين ..

1/ خسر السودان نعمة الأمن والأمان حتي داخل الخرطوم والمدن الكبيرة حيث أصبح القتل بل الذبح متاحا في صفوف الخبز والغاز والبنزين والجاز .. فضلا عن إختطاف المواطنين نهارا من أمام القصر الجمهوري مع تسور البيوت من قبل عصابات النيقرز ليلا ونهارا بالسواطير والمسدسات وآخرين منهم يمارسون القتل والنهب المسلح داخل الخرطوم بالميري والتاتشرات بدون لوحات ..

2/ خسر السودان عشرات المئات من مواطنيه الذين ماتوا أمام بوابات المستشفيات التي رفضت إستقبالهم مخافة عدوي فايروس الكرونا رغم ثورة توطين العلاج بالداخل التي أنشأت مئات المستشفيات المجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية مع آلاف الأطنان من الأدوية .. الأدوية التي نفدت نتيجة الإهمال في الترحيل والتخزين .. حتى قال وزير الصحة للمرضى ما عندنا ليكم غير البندول وشوية دربات وعادى ممكن تموتوا .. وقد ماتوا بالمئات رغم المساعدات الإنسانية بمئات ملايين الدولارات .. أين ذهبت .. و بأي ذنب قتل الذين تم إدخال أكثر من 60% من تحت مظلة التأمين الصحي ..

3/ خسر السودان نعمة الإيمان والمظهر العام الذي كان يفرض مهابته في الأسواق والميادين والطرقات وقد غزاها الآن السكارى والمثليين وبائعات الهوى وسواقط البشر والمتطاولين علي المقدسات والذات الإلهية الذين تتم إستضافتهم عبر فضائياتنا القومية وإذاعاتنا الوطنية بعد إلغاء العقوبات الحدية والقرآن من المناهج الدراسية ..

4/ خسر السودان لقمة العيش المدعومة والمتاحة للغني والفقير واللاجئ والمستجير .. كلهم الآن رغم رفع الدعم يصطفون بالأيام والليالي في محطات الوقود والغاز والأفران .. مع الإحساس القاتل بالمهانة والإذلال ..

5/ خسر السودان موقعه السادس إقتصاديا علي مستوي إفريقيا حسب إعتراف حمدوك عشية إستلامه السلطة ليحتل الآن مركز الطيش .. مع تدهور الجنيه من 60 للدولار الي 250 .. والتضخم من 18% الي 245% .. وبرميل الجازولين من 900 الي 30.000 جنيه إن وجد (أنا مزارع) .. وعلي ذلك قس بقية الأسعار ..

6/ خسر السودان عشرات آلاف الكفاءات التي تم تشريدهم من وظائفهم .. رواد صروح التنمية في كل المجالات رغم الحرب والتخذيل والحصار ..

أ/ أؤلئك الذين نهضوا بالبنيات الأساسية من مطارات وطرق وكباري ربطت كل الولايات بالمركز فضلا عن ربط السودان ب 5 من دول جواره ال 9 بطرق مسفلتة ..
ب/ أؤلئك الذين إستنقذوا البترول من الفك الأمريكي المفترس لثروات الشعوب .. حيث تمكنوا من إستخراجه وتكريره وتصديره بعد الإكتفاء الذاتي …
ج/ أؤلئك الذين أنشأوا التصنيع الحربي الذي ينتج كل أنواع الأسلحة و الذخائر والدانات والرشاشات والمدفعيات والدبابات والراجمات والصواريخ الذكية بعيدة المدي والطائرات بدون طيار التي تقوم بالرصد والتصوير والتدمير .. مع دخول السودان عالم المحطات النووية والأقمار الصناعية ..
د/ أؤلئك الذين أنشأوا شركة جياد للشاحنات 50 طن والعربات المتوسطة والصغيرة والصناعات الثقيلة من الحديد والآليات الزراعية والكابلات والأثاثات المكتبية والمنزلية والمعدات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية ..

ه/ أؤلئك الذين جلبوا المحطات الحرارية وشيدوا السدود في مروي ونهر عطبرة وستيت مع تعلية خزان الروصيرص ليرتفع إنتاج الكهرباء من 500 إلي 5.000 ميغاوات .. إضافة لملايين الأفدنة الزراعية التي تنتج ملايين الأطنان من الغلال .. مع مئات آلاف الأفدنة التي وفرتها شركة زادنا عبر آلاف آليات الري المحوري التي تنتج أعلاف الصادر ..

و/ أؤلئك الذين نفذوا ثورة التعليم العالي والعام ببناء مئات الجامعات والكليات الجامعية التي إرتفعت بالقبول من 5.000 الي أكثر من 400.000 طالبا وطالبة سنويا .. مع تشييد أكثر من سبعين مدينة جامعية توفر السكن الفندقي المجاني ..
بناء مئات المدارس الثانوية وآلاف مدارس مرحلة الأساس مع إلزامية التعليم قبل المدرسي وتلاشي الفاقد التربوي ..

7/ خسر السودان قيام الإنتخابات البرلمانية والرئاسية المتفق عليها مع كل الاحزاب في أبريل 2020 .. وقد أصبحت الآن نسيا منسيا تحت حكم الأحزاب الصفرية والمجهرية التي لم تنال فيها مقعدا واحدا طيلة السبعين عاما الماضية إلا الشيوعي الذي نال مقعدين مرة وثلاثة مقاعد مرة أخيرة ..

8/ خسر السودان موقفه الديني والاخلاقي الداعم للقضية الفلسطينية والرافض للإحتلال الإسرائيلي رغم الترغيب والترهيب والإبتزاز الذي مورس عليه منذ الإستقلال ..

9/ خسر السودان هيبته في المحافل الإقليمية والدولية بسقوط جميع مرشحيه للهيئات الإقليمية من الجولة الأولي بعد أن كان يتم قبول مرشحيه بالتزكية بما يملكون من قدرات وشهادات وسيرة باذخة ..

10/ خسر السودان سيادته واستقلاله واحترام العالم له حين تولى حكمه الأجانب الذين وضعوا البلاد تحت الوصاية الأممية واستدعاء القوات الدولية للعمل علي إعادة هيكلة القوات المسلحة والشرطة والأمن والخدمة المدنية وإعادة كتابة الدستور والقوانين والإنتخابات وقمع احتجاجات المواطنين ..

11/ خسر السودان إستقلاله السياسي والإقتصادي حين تسلل لحكمه حملة الجوازات الأجنبية وربائب الماسونية العالمية الذين قالت عنهم وكالة المخابرات الأمريكية (إن حكام السودان الحاليين قدموا لنا 30 فيلم وثائقي و 60 مستند كتابي و 300 شاهد يوم كانوا معارضين وقد طلبوا منا فرض العقوبات علي وطنهم و وضعه ضمن الدول الراعية للإرهاب) .. وقد إعترف بذلك عمر قمر الدين الذي جئ به وزيرا للخارجية بدلا أن يضرب عنقه أو يصلب فتأكل الطير من رأسه .. ولا يزال والغا في بحر العمالة بقوله أنه ليس بنادم عن فعلته ولن يعتذر عن جريمته ..

12/ خسر السودان أمنه القومي حين إستباحته المخابرات العالمية والمنظمات الماسونية التي أصبحت تسرح وتمرح وتوقد فيه نيران الفتن القبلية والجهوية تحت إدارة السفير البريطاني المدعو عرفان الذي يقوم الٱن مقام الحاكم العام من إستقبال للوفود الأجنبية والإجتماع بمكونات الحكومة السودانية والأحزاب السياسية والمواطنين جهرة في غياب صاحب البركاوي ..
لقد خسر السودان كثيرا ولكن كانت هنالك مكاسب عظيمة ..

المكسب الأول : تساقط المنافقين والمتسلقين من علي ظهر الحركة الإسلامية مع إفتضاح الخونة من بين صفوفها إضافة لقطع ألسنة الزاجرين لكل ناصح أمين الذين أوردونا المهالك بتغييب الشوري الحقيقية وتجاوز الجرح والتعديل ..

المكسب الثاني : عودة الوعي لمن تم إستغفالهم والركوب علي ظهرهم لشيطنة الحركة الاسلامية ودمغها بمليارات الفساد المالي وجحد إنجازاتها التي لا يجحدها ألا مريض ذي غرض .. وهم يقارنون الآن بين من أتاح الحريات و وفر الرخاء وبسط الأمن ونهض بالنماء وكل العالم ضده .. وبين من صادر الحريات وعجز عن توفير لقمة العيش أو الأمن وليس في باله أي نماء رغم وقوف كل العالم معه .. الحقيقة أنه لا وجه للمقارنة أصلا ..

المكسب الثالث : معرفة الشعب السوداني للشيوعيين والجمهوريين والبعثيين والناصريين والمنافقين عن تجربة ومعايشة حين تعروا عن كل فضيلة وتجردوا عن كل قيمة إنسانية حتي رآهم الناس علي حقيقتهم التي تنضح حقدا علي الدين والمتدينين وكل من أحسن اليهم ..

لقد إفتضح كذبهم بشان كفاءاتهم العلمية والعملية العدمية وفسادهم المالي والإداري والأخلاقي وخيانتهم العظمي لوطنهم وتعاطيهم الرشاوي وابتزازهم لخصومهم وظلمهم لكل مخالفيهم وتشفيهم من سجنائهم ومصادرة أموالهم و ممتلكاتهم والتشهير بهم وإهانة حرائرهم وترويع أطفالهم وتغولهم علي السلطات العدلية والقانونية وتغييبهم للمحكمة الدستورية عمدا لمواصلة بلطجتهم ..
لقد سقطت أقنعتهم التي تواروا خلفها سبعين عاما وظهروا علي حقيقتهم الصارخة (ألسنة كاذبة وقلوب حاقدة و عيون زائغة و وجوه شائهة) كل من يراهم يذكر قوله تعالي (وإذا الوحوش حشرت) ..

جعفر بانقا

جعفر بانقا

Exit mobile version