فوجئت باتصال هاتفي اعقبته دعوة فنجان قهوة من أحد زملاء دفعتي بجامعة الخرطوم.. كانت مفاجأة مدهشة بحق.. زميل الدفعة أحد كوادر الحزب الشيوعي السوداني المؤثرين.. كان فاعلاً في النشاط السياسي أيام الجامعة.. افتقدته كثيراً طيلة سنوات الإنقاذ.. علمت أثناء تلبيتي لدعوته أنه عاد للسودان بعد سقوط الإنقاذ.. وسيغادر إلى موقع عمله بكندا كما قال..
حديث طويل دار بيننا في تلك الأمسية.. لم تحل متاريس الخلاف السياسي وتباعد مشاربنا الفكرية والعقدية من حوار بطعم أيام الجامعة.. جمعتنا غرفة سكن واحدة وجمعتنا سرية الدفاع الشعبي وفرقت بيننا حرارة النقاش في ساحة النشاط جوار نيمة كليتي الآداب والاقتصاد وشارع الMain Road!!
مما قاله لي زميل دفعتنا انه سيغادر بعد أن أيقن أن الحزب الشيوعي خسر هذه المعركة ضد الكيزان!!
سألته :كيف؟!
أجابني بلا تردد.. واجهتونا بالجيل الرابع من كوادركم السرية.. وأفشلتم خطتنا بالخونة الذين شتلتوهم في صفوفنا منذ سنوات طويلة!!
قلت له: هذه ذات طريقتك الوهمية في تضخيم مشاكلكم الداخلية.. وهي ذات الطريقة التي يفكر بها ويكتب الحاج وراق والذي يرى في كل عثرة تواجه السودان ظل وأثر الكيزان وهو هوس لم يفارقه حتى اليوم!!.
مما قلته لزميلنا الذي غادر الخرطوم إلى كندا.. قلت له: الإسلاميون لم يتفرغوا لمواجهتكم بعد.. لأنهم لو فعلوا ذلك لما بقيتم يوماً واحداً في السلطة.. تبرطعون وترتكبون حماقات لم يشهدها السودان في تاريخه الحديث.. الإسلاميون يا صديقي مشغولون بترتيب أمورهم الخاصة.. جل الكوادر التي تعرفها ليس لها علاقة اليوم بالشأن الراهن.. لكنكم قطعاً ستجدونهم ذات يوم.. فحربنا معكم طويلة.. وفرق كبير بين الحرب.. والمعركة!!.
قبل قليل أرسل لي زميل الدفعة من كندا رسالة واتساب يسألني ضاحكاً : الجماعة الهتفوا ضد إبراهيم الشيخ ديل تابعين لمنو؟!
أجبته : احتمال يكونوا ناس الجيل الرابع أو شتلات الكيزان داخل الشيوعي وقوى الحرية والتغيير!!
عبد الماجد عبد الحميد