دخول الحركات للخرطوم أما بداية للوصول لتسوية سياسية تعالج رغبات جميع الاطراف او انها ستكون بداية النهاية لما يعرف بالسودان الحالي

دخول الحركات للخرطوم سيفرض قواعد إشتباك جديدة لصالح تلك القوات وسيغير الواقع بشكل كبير في إتجاه فرض الوجود العسكري باعتباره العنصر الأهم الذي يمكن تلك القوات من رسم الأمر الواقع وتعزيز الوجود السياسي ، اي اننا امام تشكل لواقع سياسي جديد تكون الغلبة فيه “سياسيا ” لمن يستطيع أن يفرض السيطرة علي الميدان في تغيير كبير لمعادلة الصراع السياسي في السودان .
إن أكبر خاسر لدخول هذه القوات هى الاحزاب المدنية التى راهنت علي العمل الشعبي والجماهيري والذي سيتقلص دوره في الايام المقبلة بسبب عدم قدرة تلك الاحزاب علي إفراز قواعد جديدة والتوجه نحو الواقعية السياسية المسنودة بتحالفات ذات طابع عسكري في واقع تلعب فيه القوة عنصرا مؤثرا في العمل السياسى ، فإنحسار العمل الجماهيري ستكون مداعيه أن هذه الأحزاب لن تستطع أن تنشئ خطابا جامعا يمكنها من خلق كتلة مؤثرة خصوصا أن مشروعية خطابها وبحكم الواقع قد إنتفى بانتهاء الاسباب التي انتجته مع التركيز على أن الخطر يكون فى توجيه الاحزاب للشارع لرفض ذلك الإتفاق والذي ستتلقفه القوى الاخري المتمثلة في الحركات بإعتباره رفضا لكتل ومجموعات إجتماعية من حقها في السلطة والثروة مما يؤدي الى ردود عنيفة وإنهيار شامل للسلام .
وحتي لا نكون متفائلين بوثيقة السلام فيجب علينا أن نستهدي بتجارب مماثلة لواقعنا ونتجنب بها مآلات الإحباط الذي ستكون نتائجه العنف والفوضي فيمكننا هنا الاستشهاد بتداعيات الحرب الاهلية الكنغولية التي نشأت نتيجة لإختلاف الحلفاء ” الحركة الشعبية لتحرير انغولا والإتحاد الوطني للاستقلال ” والذين جمعتهم وحدة المشروع إبان نضالهم ضد المستعمر البرتقالي وفرقتهم رغبات كل فصيل في جنئ ثمار التحرر وفرض الأمر الواقع والذي كانت نهايته إنهيار لوثيقة سلام لوساكا او ما يعرف ببروتكول لوساكا وتدمير البلاد وموت الألاف من المدنيين والعسكريين .
بالرجوع للواقع الذي سيفرضه وجود تلك القوات فإننا مقبلين علي مرحلة جديدة مختلفة تماما عن المراحل السابقة فأما أن تكون بداية للوصول لتسوية سياسية تخاطب وتعالج رغبات ووضعيات جميع الاطراف او انها ستكون بداية النهاية لما يعرف بالسودان الحالي.

Hasabo Albeely

Exit mobile version