حسين خوجلي

حسين خوجلي يكتب: إسحق قلمٌ ضد النفاق

“الشفقة تطير”
دخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه المسجد وقال لرجل كان واقفا على باب المسجد: أمسك علي بغلتي. فأخذ الرجل لجامها ومضى، وترك البغلة، فخرج علي وفي يده درهمان ليكافئ بهما الرجل على امساكه بغلته فوجد البغلة واقفة بغير لجامها ومضى، فركبها ومضى ودفع لغلامه درهمين يشتري بهما لجاماً، فوجد الغلام اللجام في السوق قد باعه السارق بدرهمين، فقال علي رضي الله عنه: إن العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر، ولا يزداد على ما قدّر له. فما رأيكم في التعليق السوداني الحصيف (الشفقة تطير).
“في أدب الاجتماعات”

إن بقي في عمرِ حكومة حمدوك بقية فهذه نصيحة تصلح لاجتماعات مجلس الوزراء يقول بها اهل الحضارات من الفرس واليونان فقد كان لا يجمعون وزرائهم في جلسة واحدة والاسباب مفصلة في الرواية التالية: ( كان اليونان والفرس لا يجمعون وزراءهم على أمر يستشيرونهم فيه، وإنما يستشيرون الواحد منهم من غير أن يعلم الآخر به لمعان شتى، منها لئلا يقع بين المستشارين منافسة، فتذهب إصابة الرأي، لأن من طباع المشتركين في الأمر التنافس والطعن من بعضهم في بعض، وربما سبق أحدهم بالرأي الصواب فحسدوه وعارضوه.
وفي اجتماعاتهم أيضا للمشورة تعريض السر للاذاعة، فاذا كان كذلك وأذيع السر لم يقدر الملك على مقابلة من أذاعه للأبهام، فإن عاقب الكل عاقبهم بذنب واحد، وإن عفا عنهم ألحق الجاني بمن لا ذنب له.

“التركة المثقلة”

ومن أبلغ الأقوال ما يقال ساعة الوداع وفي سكرات الموت، والسودانيون يسمون هذه اللحظة (بفجة الموت) وفيها يرد الناصع من القول والوصية قبل المغادرة.
وحكي عن هشام بن عبد الملك لما حضرته الوفاة نظر إلى أهله يبكون حوله فقال: جاد لكم هشام بالدنيا وجدتم له بالبكاء، وترك لكم جميع ما جمع، وتركتم عليه ما حمل، ما أعظم منقلب هشام إن لم يغفر الله له.

“تدبروا هذه الصورة البشعة”

رأيت الناس في المواقع والميديا المعاصرة يستسهلون الخوض في اعراض الناس كأنهم خلقوا بلا أمهات ولا أخوات ولا بنات ولا سمعة ولا حياض يخاف عليها، فتذكرت حديث المصطفى الذي ترتجف من ذكره حتى قلوب العصاة، فهو دعوة للتدبر والخوف والتوبة النصوح.
روى أبو داوود في سننه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لما عرج بي إلى السماء مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم).

” النميمة تفضح الأصل الخبيث”

من أخطر ما قرأته أن حامل النميمة والساعي بها لاشاعة الكراهية بين الناس غالبا ما يكون مشكوك في نسبه.
وهنالك أدلة منها هذه الحكاية فقد سعى رجل ( بالوشاية) إلى بلال بن أبي بردة برجل صالح كان أمير البصرة فقال له: انصرف حتى اكشف عنك، فكشف عنه فإذا هو ابن بغي، يعني ولد زنا.

“وخزة”

سألني يوما أحد الصحفيين عن اسحق احمد فضل الله فقلت له: ما رأيت أحدا يكره اسحق إلا وجدت غبشاً في عقيدته أو شكاً في وطنيته.
إن اسحق السجين أخطر على اعدائه من اسحق الحر الطليق لو كانوا يعلمون، فماذا يفعل صاحب القيد الماثل وصاحب الاستبداد الآفل من كبرياء ورفعة هذا القلم الملتزم العنيد؟

حسين خوجلي – صحيفة الانتباهة