وقال رئيس تحالف قوى نداء البرنامج الوطني د.التجاني السيسي إن (انسحاب الحزب الشيوعي من قحت تكتيكي وليس حقيقياً ما لم يسحب منسوبيه من مفاصل الدولة).
ما فات على السيسي، رغم انه سياسي مخضرم يجيد كل فنون ساس يسوس، ان الحزب الشيوعي لا يفرق بين التكتيكي والحقيقي لانه لا يحتكم الى ثوابت وطنية او اخلاقية في سلوكه السياسي وليس ادل على ذلك من لعبه دور المعارضة والحكومة في آن واحد، فقد اعلن من اول يوم رفضه اسلوب المحاصصات عند التعيين في المناصب التنفيذية وألزم بذلك حلفاءه من الاحزاب الأخرى في قحت حتى يخلو له الجو فيبيض ويفرخ ويرتع في ما نهى عنه شركاءه من غنائم، بينما ولغ حتى الشبع في تلك المناصب عبر واجهاته السياسية التي نشرها داخل احشاء قحت بل وفي الشارع العريض!.
قد يكون صحيحاً انه ليس كل عضوية اي من الواجهات الشيوعية شيوعيين أقحاح خاصة في القواعد ولكن الحزب الماكر يجيد توظيف قطعان المغفلين النافعين ولا يرضى بتسليم القيادة لأحد من القطيع وما حدث مع د. محمد ناجي الاصم لا يحتاج الى بيان، فبالرغم من انه الايقونة الكبرى في تجمع المهنيين التي لا يعرف الثوار غيرها فقد اقصي وابعد تماماً بانقلاب شيوعي خبيث يعكس وحشية وانحطاط ذلك الحزب وتنكره لكل خلق كريم، فقد اعاد تشكيل قيادة تجمع المهنيين لتقوده كوادر شيوعية اكثر ماركسية من الهالك الكفور كارل ماركس، ولعل سيطرتهم على ميدان الاعتصام بالكامل وحجب كل من ساهم في الثورة من الإطلال على الاعلام والسوشال ميديا يقف شاهداً اخر فقد منع القيادي الاسلامي الشاب والخطيب المفوه د. محمد علي الجزولي رغم انه اخر من خرج من سجن الانقاذ وكذلك منع خطيب الجمعة في ميدان الاعتصام والعالم النحرير د.مهران ماهر من إمامة الصلاة في الميدان بعد اسابيع قليلة من الاعتصام، ويظل التحرش بمريم الصادق المهدي والاعتداء على مبارك المهدي في ميدان الاعتصام رغم عمره الكبير ومكانته الاجتماعية والسياسية مشهداً لا ينسى يكشف درجة الانحدار في السلوك السياسي لذلك الحزب الغريب عن خلق مجتمعنا السوداني، الأمر الذي منع الامام الصادق المهدي من زيارة ميدان الاعتصام حتى انفضاض الاعتصام! ثم انه لا ادل على انحدار الحزب الشيوعي الى قاع سحيق من سوء الخلق من عقد المقارنة بين سلوكه وهو يتهافت على المهدي في بداية الثورة لضمه الى تحالف قحت والاستقواء به بل وامتطائه حتى حين في سبيل منحهم الشرعية السياسية وبين الهجوم والتطاول عليه وتحريش الصبية لتحقيره في وسائط التواصل الاجتماعي بعد سقوط النظام!
ذلك داء مزمن قديم يعتبر احد ثوابت الممارسة السياسية للحزب الشيوعي يمكن رصده وتقديم البينة عليه منذ نشأة الحزب مروراً بكل الثورات والانقلابات العسكرية، ولست عاتباً على المهدي الذي يبذل ما عنده من حسن الظن بالآخر مع بعض الاخطاء السياسية ذات العلاقة بصفات مركوزة في شخصيته.
سئل الصحابي الحكيم المغيرة بن شعبة عن الفاروق عمر بن الخطاب فقال : {كان له عقل يمنعه من ان يُخدع (بضم الياء) وورع يمنعه من أن يَخدع (بفتحها)}
ارجع لاقول للسيسي ولغيره من القيادات السياسية إن ما زرعه الحزب الشيوعي في مفاصل الدولة لن يتنازل عنه بارادته، وبدلاً من الطلب اليه ان يتخلى عن مواقعه يتعين على رئيس السيادي البرهان وعلى جميع القوى السياسية، خاصة الحاضنة الجديدة التي تكونت بعد انضمام الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا وكذلك التحالفات الاخرى خارج الحاضنة خاصة تحالفي السيسي وفرح عقار، ان يضغطوا لطرد كل اولئك الفاشلين من الشيوعيين الذين لم يخدموا بلادهم او يخلصوا لها، انما سخروا مناصبهم لخدمة اجندة حزبهم، فقد كانوا ينفذون مطلوبات حزبهم على حساب السودان وشعبه الصابر.
يكفي ما فعله الشيوعي اكرم بالصحة وبالسودان في معالجة جائحة كورونا، سيما وانه لا أحد يعلم حتى الان اين ذهب الدعم الخارجي، وكذلك وزير التربية محمد الامين التوم الذي يوشك ان يعطل عاماً دراسياً كاملاً لاول مرة في تاريخ السودان منذ الاستقلال، خاصة وأنه جاء بالقراي ذلك الجمهوري، على رأس المناهج التعليمية ليحارب القرآن الكريم في المقررات الدراسية لاطفالنا، وكذلك النائب العام الحبر الذي اخضع منظومة العدالة لاحقاد حزبه ومراراته وسيس العدالة وفعل بها ما يحتاج الى مجلدات!. أما قيادات الخدمة المدنية من الشيوعيين والتي تمكن منها على المستوى المركزي والولائي فحدث ولا حرج، ويكفي الشيوعي رشيد سعيد الذي جيء به وكيلاً لوزارة الاعلام ليفعل بها الافاعيل سيما وان الرجل لم ينتظر حتى تنتصر (ثورته) انما عجل قبل وصوله من باريس، عاصمة العداء للاسلام، ليعلن (نحن ضد الدولة الاسلامية) وطفق يسخر من الاسلام وشرائعه وشعائره!.
هذه امثلة قليلة لما حدث من التمكين الشيوعي الذي ينبغي ان يقتلع حتى يدفع ذلك الحزب ثمن قراراته الشريرة بانسحابه من قحت التي انشأها اول مرة وها هو يركلها بقدميه بعد ان استنفد اغراضه منها لينشيء حاضنة جديدة يريد ان يسخرها لمرحلة جديدة نحو تحقيق اجندته.
الشيوعي يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل الفشل السابق فهو الذي احال الفترة الانتقالية الى انتقامية وافسد التعافي والتراضي الوطني وفصل عشرات الالاف من العاملين وهو الذي صاغ الوثيقة الدستورية واقصى الشريعة الاسلامية وهو الذي عدل القانون الجنائي ليبيح الدعارة والخمور وهو الذي انشأ لجنة ازالة التمكين لترتكب من الظلم ما لم يشهد السودان له مثيلاً منذ الاستقلال وهو الذي همش واهان مؤسسة القضاء وفصل القضاة وهو الذي انشأ لجان المقاومة وقادها لتقتل وتخرب وتفتك بقيمنا وتقاليدنا المجتمعية الراسخة، وكوادره هي التي بلغ كيدها درجة ان تشطب اسم الصحابي الجليل معاذ بن جبل من اسم مدرسة في الجريف شرق، ومعاذ بن جبل هو الذي قال له الرسول صلى الله عليه وسلم (إني لأحبك يا معاذ). هذا غيض من فيض ينبغي ان يكون مقنعاً للبرهان ولقوانا السياسية حتى تضطلع بدورها في اقتلاع الحزب الشيوعي من مفاصل الدولة.
الطيب مصطفى – صحيفة الانتباهة