محجوب فضل بدري يكتب: في ضيافة البرجسي!!

على بعد نحو أكثر من خمسين كيلومتراً من القاهرة على طريق الإسكندرية الصحراوي ترشدك لافتة مكتوبٌ عليها القرية الذكية، وتقودك الطريق المعبدة كأحسن ماتكون عليه الطرق العالمية، إلى الريف الأوروبى في رقعةٍ شاسعة كانت حتى وقتٍ قريب يباباً بائسة، وصحراء عابسة فإستحالت إلى خضرة بادية للعيان، وأشجار باسقات تحف بالطريق المؤدي إلى مزرعة البرجسي البستانية، المقامة على مساحة فدانين، تضم فيلا تتسع للأسرة الكبيرة، مع توفير الخصوصية لأفرادها، مع حوض للسباحة، وممر معروش بشجيرات العنب يوفر ممشى للرياضة على طول السور طولاً وعرضاً، تنضح جميع أركانها بالأناقة والفخامة في البساطة، ومضيفتين واحدة رجالية والأخرى نسائية، تشي بالكرم والحفاوة، وحدائق غناء تحتوي على أشجار الفاكهة المثمرة المتنوعة، وبعض الخضروات الموسمية، وحظائر للغنم والدواجن وبرج للحمام وحظيرة للجاموس، تجعل للفيلا إكتفاء ذاتي ممَّا جميعه، كل هذا في مساحة لا تزيد على إثنين فدان، ما شاء الله.
– وستلحظ البركة وهي تحل في كل شبر من المزرعة وصاحبها ربيع البرجسي يحيط به إخوته، الثلاثة، وإبنه د. الوليد في إنسجام وإحترام تامَّين، وربيع البرجسي مصري من مدينة أسوان قد أنعم الله عليه بثراء عريض، فأفاض على أهله بالخير، ولم يحضر في نفسه الشح والبخل والأنانية، رجل بسيط المظهر، كريم اليد، موسوعي المعرفة، عميق الإيمان، ذرب اللسان، تطابق أقواله أفعاله، يعشق النجاح، ويجابه التحديات فيصنع المستحيل، أو كما يقول المصريون: (يعمل من الفسيخ شربات) يبذل أفكاره ويمد يده لكل من يريد الإستفادة من تجربته الناجحة.
بارك الله له في ماله وولده وأهله، وطرح البركة في سائر أعماله.
– سُئل أحد المشائخ عن ماهي البركة؟ فقال: – ألا ترون أن الكلبة تنتج من الجِراء أضعاف أضعاف ما تنتجه المعزة من نتاجها!! ومع ذلك فأعداد الأغنام على أرض الواقع تفوق أعداد الكلاب بأضعافٍ مضاعفة. من أعداد الكلاب!!
(هذه هي البركة).

محجوب فضل – صحيفة الانتباهة

Exit mobile version