أحمد يوسف التاي يكتب: أحمد عباس ما بين الاغتيال والاعتقال

(1)
قبل يومين سألتُ وزيراً سابقاً بولاية سنار: أين وصل عندكم التحقيق بشأن محاولة اغتيال واليكم الأسبق أحمد عباس وأهل بيته بعد إضرام النار بمنزلهم وهم نيام ؟ رد الوزير دون اكتراث: (لا أعتقد أن هناك ما يقال عن هذه القضية انتهى الأمر وماتت القضية، وقد وصل التحقيق حيث وصل عند نقطة اللا عودة، ولا أعتقد أن هناك ما يمكن عمله..)… وكاد محدثي أن يذكر لي أحداثاً وتحقيقات مشابهة اُريد لها أن ينساها الناس، مثل التحقيق في حادثة محاولة اغتيال الكاتب الصحفي الشهير الأستاذ عثمان ميرغني، حيث وصل التحقيق إلى مناطق حساسة وتوقف عندها وانتهى الأمر، واستعصى على المحققين تخطي الحواجز الحديدية..
(2)
التحقيقات التي تمضي بسلاسة ثم تقف عند المناطق المحظورة عادة ما يلفها الغموض، وتستعصى فيها الإجابات على السائلين، ويُتعمد فيها حمل الناس على نسيانها… فقد سبق وتساءلنا عن نتائج التحقيق في هذه الحادثة الغريبة على مجتمع سنار، ولكن لا أحد يجيب، فلا المنظومة الأمنية بالولاية، ولا الجهاز التنفيذي بقيادة الوالي الذي كشفت هذه الواقعة عجز حكومته وأثارت حولها الكثير من علامات الاستفهام، فلا أحد منهم تكرم بالإجابة على تساؤلات الرأي العام…
(3)
نسيتُ أن أذكر أن المسؤول السابق بولاية سنار، أضاف في ختام رده على سؤالي: (هو أحمد عباس أولاً خليه يحل الحبل اللفوه ليهو في رقبتو بعد داك اليسأل عن الإنصاف ورفع الظلم..!!!) ثم عرفتُ من حديثه أن الوالي الأسبق أحمد عباس تم اعتقاله منذ يوم الأربعاء الماضي، وهو رهن التحقيق حول قضية مشروع كناف أبونعامة، والذي سبق أن أثرناه في هذه الصحيفة عندما كان الرجل والياً، ودخلنا معه المحاكم، ووقفنا في وجهه حينما لا أحد يجرؤ على الوقوف في وجهه…
(4)
كان على سلطات حكومة سنار أن تجتهد في إيجاد الجناة الذين حاولوا اغتيال الرجل وأهل بيته وروعوهم ودمروا أثاث منزلهم أولاً، وتطبق القانون وتنصف المجني عليهم وتجبر أضرارهم المادية والنفسية والمعنوية باعتبارهم مواطنين سودانيين، ولا شك أن هذا الأمر ذا أسبقية وهو مقدم على اعتقال الرجل ومحاسبته، أقضوا مظلمته أولاً وأنصفوه وأثبتوا أنكم رجال دولة تنشدون العدل والقيم والعدالة التي لا تُجزأ ثم بعد ذلك تعالوا إلى ملفات الكناف وغيرها…
إخفاق حكومة سنار في ملف محاولة اغتيال الرجل وإنهاء حياة أهل بيته بتلك الطريقة الجبانة يجعل الحكومة غير جديرة بتطبيق القانون ومحاسبة الناس على تجاوزاتهم وغير جديرة بحماية مصالح الشعب… العدالة لا تُجزأ يا ماحي يا سليمان اللهم هذا قسمي فيما املك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.

أحمد يوسف التاي – صحيفة الانتباهة

Exit mobile version