حسين خوجلي يكتب: (أتدرون ما يقول الأسد في زئيره)؟

“جيل الشيشة”
في مقهى بقلب الخرطوم جلست ثلة من البنات والأولاد بأشكال غريبة وملابس مستفزة وضحكات ناشزة وقهقهات فاجرة ودخان الشيشة يعبق بالمكان حتى استوقف الضجيج المارة. فوجئت صاحبة المقهى بشاب عابر يضع (استيكر) على المدخل الزجاجي أطلت منه العبارة الخالدة (إذا ذهب الحياء حل البلاء).

“النجيمات الأربع”

أربع خصال أتمنى أن يحفظها كل سوداني عن ظهر قلب ويوصي بها أهل بيته وأصدقاءه وعامة معارفه. فقد ورد في الأثر (لا يكمل للانسان دينه، حتى يكون فيه أربع خصال: يقطع رجاءه مما في أيدي الناس، ويسمع شتم نفسه ويصبر، ويحب للناس ما يحب لنفسه، ويثق بمواعيد الله).

“دبوس”

تُرى أي الاحزاب تستحق أن نُعلق على واجهتها هذه الحكمة؟
(من قرب السفلة وأطرح ذوي الأحساب والمروءات استحق الخذلان)

“هدية لعشاق الجنة”

إذا أراد أحدكم الجنة فليستعصم بهذه الأربعة ومن أراد منكم النار فليفعل أضدادها قيل: (من ملك نفسه عند أربع حرّمه الله على النار، حين يغضب، وحين يرغب، وحين يرهب، وحين يشتهي)

“ما قلْ ودلْ”

ومن نفائس الكلِّم التي نرشحها للحفظ والتداول: (كل امرئ يُعرف بقوله ويوصف بفعله. فقل سديداً، وافعل حميداً)

“عهود وعقود”

إننا دائما ما نهتم في الاتفاقيات والوثائق الاقتصادية بالوقائع والعقود والمسائل القانونية متجاهلين النية والموت.
ومن ثوابت العقود قول المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من تداين بدين وفي نفسه وفاؤه، ثم مات تجاوز الله عنه وأرضى غريمه بما شاء. ومن تداين بدين وليس في نفسه وفاؤه، ثم مات اقتص الله لغريمه منه يوم القيامة)

“ديناران فقط لا غير”

اذا حملتم أهليكم واصدقاءكم إلى المقابر حيث المثوى الأخير، فالرجاء أن تحملوا معكم دفاتر الشيكات فالايفاء بالديون قبل الدفن يخفف عنهم المساءلة، ويقربهم من الجنة، وتُقبل الصلاة عليهم ودعاء الأبرار.
ومن الأحاديث التي تدمي القلوب وتدمع الأعين من خطر الدين، روي عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أُتي له بجنازة لم يسأل عن شئ من عمل الرجل، ويسأل عن دينه فإن قيل عليه دين كف عن الصلاة عليه، وإن قيل ليس عليه دين صلى عليه. فأوتي بجنازة فلما قام ليكبر سأل صلى الله عليه وسلم: هل على صاحبكم من دين؟ فقالوا: ديناران يا رسول الله، فعدل النبي صلى الله عليه وسلم عنه، وقال: صلوا على صاحبكم. فقال علي كرم الله وجهه: هما عليّ يا رسول الله وهو برئ منهما.
فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه، ثم قال لعلي رضي الله عنه: جزاك الله عنه خيراً، فك الله رهانك كما فككت رهان أخيك، إنه ليس من ميت يموت وعليه دين إلا ومرتهن بدينه، ومن فك رهان ميت فك الله رهانه يوم القيامة)

“الألباب لا الجلباب”

من لطائف نبي الله عيسى عليه السلام سخريته القارصة من بني اسرائيل أنه وعظهم يوما فأقبلوا يمزقون ثيابهم. فقال: ما ذنب الثياب؟ أقبلوا على القلوب فعاتبوها

“الأصل خمس وزارات وما زاد ارتزاق”

ترتيب الوزارات في الأهمية عند أهل أهل الحضارات ومنهم كسرى أعظم ملوك الفرس:
١/ وزارة الدفاع
٢/ وزارة المالية
٣/ وزارة الحكم المحلي
٤/ وزارة الرعاية الاجتماعية بصحتها وتعليمها
٥/ ثم وزارة العدل
فاذا اكتفينا بهذه الخمس وزارات قللنا النفقة واحكمنا البرنامج والتنفيذ واستغنينا عن العطالة السياسية.
وأصل المقولة من كلام كسرى: (لا ملك الا بالجند، ولا جند إلا بالمال، ولا مال إلا بالبلاد، ولا بلاد إلا بالرعايا، ولا رعايا إلا بالعدل)

“الطليعة القادمة”

ليسوا بوزراء وليسوا بولاة وليسوا بسفراء إنهم (المبدئيون) الذين يدلون الناس على الخير ويفعلونه، ويتقدمون الناس بالقدوة والتجرد، والزهد ونكران الذات. إنها الطليعة التي نفتقدها الآن، وبفقدها جف الزرع والضرع، وضربت الناس المجاعة والمهانة.
إنهم الغرباء الذين قال عنهم المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إن لله خلقاً خلقهم لقضاء حوائج الناس آلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فاذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب)

“زئير المعروف”

ولمثل هذا طالب الدهماء والأعيان بإقامة حديقة الحيوان، فإن للحيوان خصال تستحق الملاحظة وحديث يستحق التدبر.
وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما يقول الأسد في زئيره؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: يقول اللهم لا تسلطني على أحدٍ من أهل المعروف)
تُرى ماذا نفعل يا رسول الانسانية مع أسود البشر المزيفة؟

حسين خوجلي – صحيفة الانتباهة

Exit mobile version