أنصح حكومتنا الرشيدة بعدم الإقدام على أية خطوة لإغلاق البلاد أو تقييد حركة المواطنين جراء ارتفاع معدلات الإصابة بكرونا في موجتها الثانية .
حسنًا أصدر مجلس الوزراء أمس توضيحًا حول الموجة الجديدة لجائحة كورونا، وما تبعها من شائعات حول اتجاه الحكومة لإغلاق البلاد من جديد.
المجلس قال – في تصريح صحفي صادر أمس – إنه ينفي هذه الشائعات والأخبار المتداولة، وأكد أن اللجنة العليا للطوارئ الصحية هي الجهة الوحيدة المعنية بالقرارات والإجراءات الخاصة بهذا الوباء وكيفية التعامل معه ودرء آثاره، حيث تُصدر هذه الجهة أي قرارات جديدة في هذا الخصوص.
البيان – بالطبعز- ترك الباب مواربًا أمام صدور قرارات محتملة للتعامل مع الموجة الثانية من كورونا التي اختارت أن تبدأ هذه المرة ببعض الكوادر العاملة في مجلس الوزراء، ومن داخل مكتب الدكتور عبدالله حمدوك – نتمنى لهم الشفاء العاجل..
الشارع يعلم أن الحكومة التي فشلت بامتياز ، حتي الٱن تسعى للتعلق بأي سبب لتجميد الحياة العامة المجمدة أصلاً هربًا من مواجهة التزاماتها تجاه المواطنين، لذا فإن أي اتجاه لتحميل الأمر أكثر مما يحتمل سيكون بمثابة محاولة للهروب من استحقاقات حكم الناس. الأوضاع الراهنة تنذر بانفجار الشارع الذي يبحث عن الخلاص الٱن من أوضاع غاية في السوء رتبتها حزمة من السياسات الغبية التي اتخذها الحكام الجدد.
هذا الشعب أخرجه من يقودون البلاد الٱن، الإنقاذ كانت تنتوي زيادة قطعة الخبز الى جنيهين ، وهاهو يبحث اليوم عن الرغيفة بعشرين جنيهاً ولايجدها، نعم ذات الذين يحكموننا الٱن قادوا ثورة في العام 2013 كان وقودها رفع الدعم عن الوقود الذي طبقته حكومة البشير ٱنذاك فإذا هم يفعلون ذات الشيء، الٱن مرتين خلال عام واحد، الإنقاذ كذلك أقدمت على ذات الفعل مرتين؛ ولكن خلال ثلاثين عامًا.
ترى هل تبقى من حياء يستر وجوه هؤلاء وهم يفشلون في كل شيء، ويرتبون المأساة تلو الأخرى على شعب كتب عليه أن يعيش بقية عمره في الصفوف ويتجرع سم الأزمات التي تتنوع و تقتله الٱن .
ثم لنسأل حكومتنا: لماذا تريد إغلاق البلاد ، وهل أبقت حياة عامة يتحرك في فضائها الناس، بعد سلسلة من الإجراءات القاسية التي رتبت أوضاعًا مأساوية على المواطنين .
نطمئن الحكومة ونبلغها أن العام الدراسي مجمد، وأن أبناءنا دخلوا في العام الثاني دون أن تستشعر الدولة وحكامها الغريبين جدًا أية مسؤولية تجاه مستقبلهم الضائع.
السياسات الرعناء أبقت كذلك ٱلاف الطلاب في منازلهم بعد أن جففوا مدارسهم وصادروها بسبب فش الغبينة مع فلان، أو بدواعي شبهة انتمائه للنظام السابق، يفعلون ذلك دون أن يعنيهم مستقبل الطلاب الذين يسددون – للأسف – ثمن الغبائن السياسية من أعمارهم وسنواتهم التي تضيع .. ولا أحد يسأل أو يهتم.
ننبه الحكام الى أن زيادة أسعار الوقود وندرته حتمت على الجميع البقاء في منازلهم بعد أن طارت تعريفة المواصلات ووصلت الى أسعار قياسية، هل تعلم الحكومة أن تعرفة الطالب الواحد من والى المنزل في أقل الخطوط تصل الى خمسمائة جنيه يوميًا!!؟ خلاف وجبة الإفطار وبقية المصروفات، هل يعلمون أن وصول ابنائنا للجامعات أصبح أمرًا غير ميسور البتة مع ارتفاع تكاليف
الترحيل من الجامعة للمنازل؟
ولتعلم حكومتنا أن شعبنا ترك السفر بين الولايات أصلاً بسبب انعدام الوقود والزيادة الباهظة في تذاكر السفر التي باتت تحتاج الى تمويل أصغر بالنسبة للفرد الواحد، هل يعلمون أن المشوار داخل مناطق بالخرطوم يكلف ملايين الجنيهات.
بعد المدارس والسفر الداخلي والخارجي ترك شعبنا العلاج، قيمة الدخول الى المشافي الخاصة قد تضطر المواطن لبيع ممتلكاته العزيزة، دمار شامل حاق بالمستشفيات الحكومية، لاقدرة للناس الٱن على شراء الأدوية المعدومة أصلًا بعد أن تضاعفت أسعارها بنسبة 500% مع التوقعات بزيادات جديدة.
لا تغلقوا البلد يا سيد حمدوك ولربما أبرمت الكورونا موعدًا مع الموت الذي بات مرغوبًا للكثير من أبناء هذا الشعب الصابر بعد أن عزت الحياة، واستحالت مع استمرار الضغوط الحياتية المتواصلة، للأسف كل ما يحدث الٱن أدى وسيؤدي لحدوث كوارث اجتماعية وأمنية لن يعلم مداها الا الله.. لا تغلقوا البلد دعوا الشعب يموت فالله أرحم عليه منكم..
محمد عبد القادر – صحيفة اليوم التالي