ثورة جديدة

الوضع الآن في البلد وضع بلا هوية ، لا يعرف إلى من يتبع وغالب الظن (لو ما الأكيدة) إننا قد صرنا في قبضة العسكر من جديد ، فالكل يعلم أن قوى الحرية والتغيير لم تتفق سوى في شعار (تسقط بس) لكنها لم تكن تمتلك الإعداد الكافي للمرحلة التي تلي (السقوط) وظهر ذلك جلياً في تلكؤها بداية في رسم ملامح الدولة القادمة حسب رؤى واضحة وبرامج وخطط معدة سلفاً .
تاهت الثورة عندما تسلم زمام أمورها ممن تعرفوا عليها عبر الميديا فقط وكانوا ضمن صفوف المتفرجين لذلك لم نحس انفعالهم بها ، ونحن بالطبع لا نقدح في مقدراتهم الفكرية ولا تأهليهم الأكاديمي ولكن هل هذا ما نحتاجه لبناء حكومة ثورة من أكبر وأعظم الثورات في العالم الحديث هذه الثورة التي اقتلعت أقبح الدكتاتوريات وأسوأ النظم القمعية.
كان اختيار تلك الحكومة بتلك المعايير الغريبة بمثابة الضربة القاضية للثورة التي أصبحت بعدها تتهاوى وتترنح حتى صارت إلى ما عليه الآن ، سارت بتلك الخطى الواهية وبذلك الضعف المهين وسط موجات عاتية وعراقيل واضحة من جانب شريكهم العدو (عسكر الكيزان) الذي استغل هذا الضعف (بعداد خبيث) بافتعال الأزمات والفتن الداخلية والانفلات الأمني حتى سلمت لهم الحكومة المدنية زمام أمورها كلها فأصبح العسكر هم الحاضنة الجديدة بدلاً عن قوى الحرية والتغيير التي فارقت الحكومة وأصبح كل حزب بما لديهم فرحون.
الآن للأسف الشديد فإن اللجنة الأمنية هي التي تدير البلاد اقتصادياً وسياسياً وأمنياً بل وترسم له علاقاته الخارجية وكل ذلك وحكومتنا المدنية التي سقط مئات الشهداء من أجلها تقف مكتوفة الأيدي.
لقد نبهنا كثيراً للمؤامرات التي كانت تحاك ضد الثورة منذ الوهلة الاولى ومنذ الموافقة للجلوس للتفاوض مع (قتلة الثوار) بعد ما أجبرتهم (مليونيات ٣٠ يونيو) الفاصلة إلى التنازل والرجوع عن مخططهم الآثم للانفراد بالحكم الذي أعلنه أو كاد (البرهان) في خطابه بعد مجزرة القياده العامة مباشرة، نعم لقد كنا في٣٠ يونيو في أقوى حالاتنا ولكن تم البيع للأسف!!
الحال الآن هو تلخيص لكل تلك الأخطاء والتي أظنها كانت متعمدة حتى تؤوول الحكومة إلى سدنة النظام البائد المتمثل في (لجنته الأمنية) الذين هم الآن حكامنا الحقيقيين.
الآن تشرذمت قوى الحرية والتغيير وتفرقت وأصبحت فعلياً غيرموجودة على أرض الواقع والشعب السوداني الآن ليس له ممثل في السلطة فما عادت الحرية والتغيير التي انسلخت معظم مكوناتها منها وتبقت فيها أحزاب يعد أعضاؤها على أصابع اليد هي من يمثل هذا الشعب.
لقد نادى (العبدلله) مراراً وتكراراً بتكوين جسم قوي يقوم مقام الحرية والتغيير وليس هنالك أحق بالقيام بهذا الدور من لجان المقاومة التي طالبنا قياداتها بأن يجلسوا في الأحياء والمدن والولايات وينظموا أنفسهم ليقوموا بتكوين هذا الجسم القوي الذي بامكانه الحفاظ على مكاسب الثورة وتحقيق تطلعاتها وأهدافها والمضي بنا إلى طريق الديمقراطية والحكم المدني.
الحل هو إسقاط هذه الطغمة بثورة عارمة (ثالثة) تقتلع أعداء الوطن وتعيدنا إلى جادة الطريق عبر تكوين حكومة مدنية قوية ومجلس تشريعي (ثوري) من أجل قيادة البلاد عبر فترة إنتقالية قصيرة نحو انتخابات نزيهة.. حكومه قوية بيدها معاول لهدم أعدائها وأخرى لبناء وطن شامخ وطن عاتي وطن بنحلم بيهو يوماتي !
كسرة :
لا بديل لثورة جديدة
كسرات ثابتة :
• السيدة رئيس القضاء : حصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمدالخير؟
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان).

وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍغباءُ
المهنية – الموضوعية – المتعة
حرية، سلام وعدالة

الفاتح جبرا – صحيفة الجريدة ث

Exit mobile version