هاجر سليمان تكتب: لماذا (عرقل) والي الخرطوم مشروع القرن؟!

ما ان اطلقنا حلقات تجاوزات مكتب والى الخرطوم، حتى انهالت علينا المعلومات تترى تباعاً، ويوماً بعد يوم تتكشف لنا حقائق حول والى الخرطوم. وفى حلقتنا اليوم سنتحدث عن اضخم مشروع (مشروع القرن) الذى حاربه الوالى دون ابداء اسباب واضحة.
رجل اعمال بلجيكي من اصول سودانية بعد رحلة عمل امتدت لما يقارب ثلاثين عاماً خارج السودان اسس خلالها عدة شركات حول العالم، قرر الرجل تطوير بلاده خاصة عقب تردى الاوضاع الاقتصادية بالبلاد، حيث قرر الرجل دعم المشروعات الخدمية ومشروعات البنى التحتية، وهذا ما يؤكد مدى صدق نوايا الرجل، ففى الوقت الذى يقوم فيه المستثمرون بانشاء مشروعات ربحية يفكر الرجل في انشاء مشروعات خدمية من أجل خدمة انسان وطنه الام.
الرجل اجرى دراسات مستفيضة، وقرر انشاء مشروع لانارة الخرطوم العاصمة المثلثة، خاصة فى ظل عجز ولاية الخرطوم عن الالتزام باضاءة الطرق بالطاقة الكهربائية، فقرر رجل الاعمال البلجيكي اقامة مشروع انارة للطرقات بالطاقة الشمسية وعلى نفقة الشركة المنفذة، وهى شركة ايطالية من افضل شركات الانارة والطاقة الشمسية عالمياً ولديها ضمان لخمس سنوات، وبعد عدة دراسات واجتماعات بادارة الكهرباء وبعد الحصول على موافقات تم البدء في العمل بالمشروع، وبعد فترة اصدرت اللجنة التى كونتها الولاية توصية باعتماد المشروع، وكان ذلك فى عهد الوالى الفريق احمد عبدون .
وبما ان الولاية لن تدفع جنيهاً واحداً نظير اقامة المشروع، فإن الطريقة الوحيدة التى ستسترد فيها الشركة المنفذة اموالها كانت عن طريق استغلال المساحات الاعلانية على اعمدة الانارة لمدة ثلاث سنوات، وبعدها ستؤول الملكية كاملة للولاية، فقط استغلال المساحات الاعلانية، ومع ذلك هنالك 20% من عوائد تلك الاعلانات ستؤول للولاية، يعنى كان المشروع سيضيء سماء الخرطوم ومجاناً، ويدفع للولاية كمان.. شفتو كيف الحكاية!!
تم عمل توأمة بين ولاية الخرطوم ومدينة (سان بندنتو دلترون) بايطاليا، وتم احضار دعوة رسمية للوالى للذهاب الى ايطاليا والوقوف على المشروع على ارض الواقع ومدى امكانات الشركة المنفذة، فقام الوالى الفريق عبدون بمخاطبة ديوان الحكم الاتحادى الذى وبعد دراسة وتمحيص اصدر قراره بالموافقة على السفر لايطاليا والاجتماع بالشركة واتمام الصفقة، وكذلك رد مجلس الوزراء فى خطاب رسمى بالموافقة على المشروع، بل واصدر كشفاً باسماء الوفد الذي سيغادر الى ايطاليا، وهم وزير البنى التحتية وامين عام المجلس الاعلى للبيئة بالاضافة الى سكرتير الوالى، وستستغرق الرحلة اسبوعاً واحداً فقط يبدأ من الاول من اكتوبر وحتى السابع منه، واصدر خطاباً بذلك لاغراض استصدار تأشيرة الدخول في ايطاليا، وكانت هذه الموافقات فى شهر مارس مطلع هذا العام.
ولكن حلت لعنة جائحة (كورونا) بالعالم وتوقف العمل وتعطلت كل الدول، وبعدها جرت مجريات الاحداث وتولى ايمن خالد نمر ولاية الخرطوم، وحينما قارب موعد السفر تفاجأت الشركة الايطالية برفض غير مبرر للوالى نمر، فالرجل رفض سفر الوفد دون ابداء اية اسباب، حتى انه لم يكلف نفسه عناء مخاطبة السفارة الايطالية بالخرطوم لتقديم اعتذار رسمى عن تلبية الدعوة! ودى طبعاً طريقة سوقية (دكاكينية) لا يجب ان يتعامل بها مسؤول، والأدهى من ذلك ان السفير تواصل مع الوالى واستفسره عن اسباب تعطيل مشروع الانارة، وتعلل الوالى بانه لم يطلع عليه وانه تسلم مهامه حديثاً! يا راجل عيب عليك نوروك الجماعة واخبروك بالمشروع، فما فى داعى تعمل ضهبان!!
ويبدو لى والله اعلم وبعض الظن اثم، ان نوايا السمسرة مازالت تسيطر على الحكومة التى يبدو لى انها لم تسقط، وان سياسات التمكين مازالت سارية فى ظل حكومة (قحت). فأين لجنة ازالة التمكين التى تعمل على ازالة التمكين، والتمكين يجب الا يقتصر على عناصر النظام البائد، بل يجب ان يشمل عناصر النظام القحتوى نفسه.
والآن بفضل الوالى فقد السودان تمويلاً لا يستهان به ومشروعاً ضخماً كان سيكون احد منجزات الحكومة، وكان سيضاف الى سجل ايمن نمر وليس خصماً عليه، والآن السفارة الايطالية تعتزم عدم التعامل مع المؤسسات الحكومية لكثرة العراقيل التى تجدها من الحكومة نفسها، وفقد نظامنا المصرفى مبلغ (15) مليون دولار كانت ستضخها الشركة الايطالية المنفذة في خزانة الدولة عبر بنك النيلين، وكان بامكانها ان تنعش سوق العملات قليلاً، ولكن متى سنتخلص من الجهل والمحاصصات والمتاريس والعقبات التى يضعها المسؤولون امام مصلحة بلادهم، فقط من اجل انفاذ اجندة شخصية.
انت ايها الوالى لست أعلم من وزير الحكم الاتحادى ولست اكثر علماً من حمدوك وقادة مجلس الوزراء، فاذا كان الطرفان قد أبديا موفقتهما على المشروع فلماذا ترفض أنت؟ وما هى الاجندة التى جعلتك ترفض مشروعاً يسهم فى دعم البنى التحتية ويفتح آفاقاً للتعاون مع دول اوروبا؟ نريد رداً عاجلاً ورسمياً حول اسباب رفضك المشروع.
كسرة:
ننتظر ردك ايها الوالى، وان لم ترد سننتقل للمرحلة (ب)، ومازال فى معيتنا الكثير، وسنتحدث عن الكيفية التى أُخرج بها الوالى السابق من منزله والكثير الكثير.
ويا ناس (كوشايت) اجهزوا واستعدوا.. ويا (سلطة الطيران المدني) جايينكم فى السكة.

هاجرسليمان- صحيفة الانتباهة

Exit mobile version