هيثم كابو يكتب: السترة والفضيحة (موبايلات)!

بالطبع، لم يكن يخطر على بال العالم العربي المفخرة الحسن بن الهيثم صاحب نظريتي (التصوير، والرؤية) أنه سيأتي يوم يلعن فيه بعض الناس سنسفيل (فتوحات فيزيائية) غيّرت مسار الحياة و(معاني الحياء)..!!
] تطورت أفكار (ابن الهيثم) وصولاً إلى إكمال ما بدأه في تجاربه المتجاوزة مستعيناً بمصباحه الشهير حتى اخترع (لويس داجير) الكاميرا التي باتت سلاحاً فتاكاً يهدد كثير من الأسر اليوم في زمن (جرأة التصوير، وسوء الاستخدام، وسرعة التحميل)..!!
] لكل اختراع فوائده التي لا تحصى على البشرية، إلا أن سوء النوايا ورداءة الاستخدام يقود إلى (زيادة) نسبة المخاوف في زمن (تتقلص) فيه رقعة الأخلاق..!!
] والكاميرا (المحمولة عبر الموبايل في كل جيب) باتت خطراً يهدد الجميع..!!
] (المنطق) يتطلب تجفيف منابع الأزمات باجتثاث المشكلات من جذورها، فالأجدر بك أن تدعو لمكارم الأخلاق بدلاً من صم أذان الناس صراخاً بغية رفع نسبة الحذر، لأنك بهذه الطريقة تختبئ من الكارثة بينما يحاصرك الطوفان والخطر ..!!
] (الواقع) يقول إن المعطيات تشير لضرورة استخدام (الإجراءات الوقائية) طالما أنه من الصعب الآن السيطرة على (أمراض العصر الوبائية)..!!
] و(طاعون) هذه الأيام يتمثل في انفتاح شهية المجتمع للتوثيق (صور ثابتة، وفيديو) لكل لحظة حتى ولو كانت (موغلة في الخصوصية) وغير مصدق لها (شرعياً وأخلاقياً واجتماعياً وقانونياً)..!!
] وسماحة ديننا الحنيف تجعل من كل معصية نرتكبها ابتلاءً، وتسألنا (الستر) الذي نحن أحوج إليه في مثل هذه الأوضاع حتى يكرمنا المولى سبحانه وتعالى بالتوبة ولو بعد حين..!!
] ومئات الفيديوهات (المخلة بالآداب) لشابات ونساء سودانيات تنتشر بسرعة الضوء الذي خرجت أشعته من العين لتسد فضاء (الواتس آب) وبعض مواقع التواصل الاجتماعي، فبعد التصوير في (لحظة طيش) للفرجة الخاصة سرعان ما يتسرب الفيديو والصور و يتم تبادلها كرسائل..!!
] تتناقل أجهزة الموبايل (فيديوهات وصور) لشباب وشابات -ورجال ونساء كبار في السن أيضاً – وهم في أوضاع تدفع الأسر التي ينتمون إليها لدفن وجوههم بين جدران منازلهم خجلاً، ليعاقب أبطال تلك المشاهد أبرياء من أقاربهم وأصهارهم لا ذنب لهم سوى صلة الرحم -التي لم يختاروها- والنسب -الذي حتماً عضوا أصابع الندم عليه – وإن كان من ارتبطوا بهم أو بهن لا علاقة لها بتلك الفضائح من قريب أو بعيد..!!
] لا أحد يدعو للفاحشة، ولكن إن بليتم (فاحذروا كاميرات الموبايلات) حتى لا تنهار كثير من جدران المنازل على قاطنيها، وتصاحب الفضيحة و( كسرة العين) ساكنيها..!!
] ثمة نوع آخر من الفيديوهات هو أخف ضرراً من سابقه وإن خلف وراءه عواقب وخيمة، كرقص طالبة جامعية بملابس (شبه عارية) برفقة بعض زميلاتها داخل غرفة إحدى المنازل أو الداخليات .. قد تكون (الراقصة الموثق لها) طالبة من النوع الذي لا يخرج للشارع إلا في كامل الحشمة، وفاصلها الراقص حدث في إطار ضيق مع زميلاتها في محاولة لتقليد (رقيص العروس) مع إضافة بعض تجليات (شاكيرا)، ولكن قبولها بالتصوير الذي بالطبع تسرب دون معرفتها مسح صورة أدبها؛ وعصف بحشمتها، بينما عرك أنف كبرياء أسرتها بالأرض تماماً، و(مثل هذه النماذج باتت كثيرة في ظل استفحال تلك الظاهرة الخطيرة)..!!
] لم تسلم خصوصية (رقيص العروس) نفسها من الانتهاك، و(الواتس آب) ينقل لك مختلف الرقصات لوجوه عدة، والسماح لاحدى أقارب أو صديقات العروسة بالتصوير – رغم عدم وجود أولاد بالساحة – أفضل منه أن يتم نقل الرقص على الهواء مباشرة، لذا لا تضحكوا على أنفسكم بالحديث عن جمع الموبايلات، واتخاذ إجراءات صارمة، (فالعريس العاقل من اتعظ بفيدوهات غيره) ..!!
] نوع آخر من (الموثقاتية الجدد) يشرع كاميرته في وجهك أينما وجدك دون سابق تنبيه أو إنذار حتى ولو لم تكن مستعداً للتصوير، ويمكن لكادر الصورة – عن قصد أو دون عمد – أن يشمل معك أناساً يرفضون فكرة التصوير جملة وتفصيلاً، خاصة إذا كنت في حفل زفاف بإحدى الصالات فمن كل موقع تنتاشك وأسرتك الكاميرات..!!
] الى حين انصلاح حالك، وحال أناس لا يعرفون معنى الستر البتة، ولا يبخلون على شبكات التواصل بإرسال واستقبال كل فيديو متجاوز، فعليك أن تسعى لتأمين موقعك من الكاميرات في حالة أي ابتلاء بكامل الحرص وكل الصد، وتحمل النتيجة الكارثية إن أخذتك (نشوة التوثيق الزائدة عن الحد)..!!
] على كل رب أسرة أن يحذر عيون العدسات الوقحة أثناء تجواله، وينبغي لكل فتاة تهمها سمعتها وأسرتها الابتعاد عن مربع التصوير حتى فى الجلسات الخاصة التي تجمعها بأقرب صديقاتها طالما أن ما ترتديه من ملابس للصورة تخجل من الخروج به للشارع، فالصور باتت تخرج للفضاء قبل أن يمسك أصحابها بمقابض الأبواب للخروج.
نفس أخير
] احترس .. أمامك كاميرا ..!

هيثم كابو – صحيفة الانتباهة

Exit mobile version