أعلنت جامعة الجزيرة تضامنها الكامل مع النساء المصابات بسرطان الثدي حيث خصصت منتداها الثقافي الاجتماعي الشهري الذي أقيم صباح اليوم بالقاعة الدولية بمجمع الرازي بمدني للتوعية بمخاطر المرض وعيادة للكشف المجاني وتعليم النساء طريقة الكشف الذاتي.
من جانبه كشف د. محمد نصر الدين نائب عميد كلية الطب بجامعة الجزيرة عن تزايد حالات الإصابة بسرطان الثدي في الرجال وذلك لعدة عوامل بينها غذائية، مطالباً بسرعة التعامل مع الأورام المكتشفة والمحسوسة بالثدي مُقِراً بمواجهتم صعوبات كبيرة في أخذ العينات في ظل شيوع ثقافة خاطئة بأن هذه العملية تساعد في زيادة المرض أو تُعجل الإصابة به.
ولفت لأهمية التشخيص المبكر للمرض الذي باتت معالجته أكثر سهولة وعلاجاته أكثر فاعلية، قاطعاً بأن نسبة الأورام الحميدة في الثدي أكبر من الأورام السرطانية، واعتبر حالات الهلع التي تصيب الناس من جراء أي نوع من الأورام غير مبررة، مضيفاً أن التوعية بسرطان الثدي لا تعني نشر الهلع، مطمئناً أن الإفرازات الدموية لا تعني في كل الحالات الإصابة بالسرطان، واصفاً السرطان بأنه مرض عادي يمكن السيطرة عليه في بداياته ولا تترتب عليه أي وصمة، وأرجع إصابة المرأة بالسرطان لزيادة التعرض لهرمون (الإستروجين) بجانب البلوغ المبكر قبل سنة الثانية عشرة واستمرار الدورة الشهرية لما بعد سن اليأس علاوة عن السِمنة والعوامل الجينية.
فيما أكدت الأستاذة سهيلة محيي الدين عضوة رابطة أصدقاء مرضى السرطان (راما) حاجة مرضى السرطان للدعم والسند النفسي أكثر من المادي، وبينت أن (راما) تسهتدف الدعم النفسي والمادي للمرضى والعمل في مجال التوعية والكشف المبكر وإجراء البحوث والدراسات بالشراكة مع المنظمات الداخلية والخارجية، كما وأنها تحمل عبئاً كبيراً عن أسر مرضى السرطان، وذلك بالوقوف إلى جانب المرضى ودعمهم نفسياً وإقناعهم بضرورة مواصلة جرعات الاستشفاء من المرض.
وفي السياق أكدت د. خنساء كمال المشرفة على عيادة الفحص المجاني أهمية الكشف والفحص الذاتي حيث يسهم الكشف الطبي الدوري والمبكر في التقليل من مضاعفاته بنسبة كبيرة، واعتبرت سرطان الثدي من أكثر الأورام شيوعاً عند النساء، وطمأنت النساء بإمكانية الشفاء التام من المرض حال اكتشافه مبكراً، لافتة لأهمية أن تتعلم النساء في عمر 25 سنة طريقة الفحص الذاتي للثدي واعتباره عادة نسائية منتظمة.
وكانت الأستاذة منى سليمان المحاسبة بكلية الدراسات العليا بجامعة الجزيرة مؤسسة المنتدى الذي يرعاه مدير الجامعة قد أشارت إلى أن انعقاد الملتقى يأتي بالتزامن مع أكتوبر الوردي شهر التوعية بسرطان الثدي في بلدان العالم كافة، واعتبرته شهر يساعد على زيادة الاهتمام بهذا المرض وتقديم الدعم اللازم للتوعية بخطورته والإبكار في الكشف عنه وعلاجه فضلاً عن تزويد المصابين بالرعاية المخففة لوطأته، ولفتت لارتباط شهر أكتوبر بالعديد من المناسبات ومن بينها الحراك الثوري الذي مهد الطريق أمام المنتدى الشهري ليكون منبراً للتوعية والتثقيف المجتمعي بمختلف القضايا.
يذكر أن سرطان الثدي غالباً ما يصيب أنسجة الثدي وخاصة في قنوات وغدد الحليب التي تحمل الحليب إلى الحلمة فنجد أن الخلايا المصابة تنمو وتتغير وتتكاثر ويحدث انتشار الخلايا بغير انتظام فنجد هذه الخلايا تكون في شكل كتل من الأنسجة الإضافية وتسمى (الأورام)، كما ورد في حديث مشاركين في المنتدى، وأشاروا إلى أن الفقر يعد أحد أسباب تأخر وصول النساء للكشف المبكر لسرطان الثدي والتكلفة العالية لعلاج الأورام السرطانية وصعوبة رحلة العلاج وعدم وجود مركز متكامل مما يحتم هذا الواقع نشر الوعي بأهمية الفحص المبكر لما له من إيجابيات تخفف كثيراً الجانب الاقتصادي والضغط النفسي للمريض، مؤكدين أن ارتباط الموت بمرض السرطان يشكل مشكلة كبيرة خاصة لدى المرأة المتعلمة غير أن 80% من أورام الثدي تعتبر حميدة و20% منها خبيثة ويمكن أن تبلغ نسبة الشفاء من المرض 100% في حالة الالتزام بالفحص الدوري منذ بدايات المرض.
سونا