وهذا صباحها تأتي هذه المرة في ظرف مختلف، لكنها لم تفقد ألقها، ولن تفقده، فأحباب الرسول صلى الله عليه وسلم يتناسلون بمحبته ودونكم، وهذه الغضبة الضارية التي استشرت في حيز يضم مليارين من البشر هم أتباع النبي الكريم .
مدائح لم تقل لبني الزمان
ترددت عبر القرون ليثرب الخضراء.
قصائد من رهافة وجدها
شقت جليد الصخر
واجتازت عباب الماء.
قوافل ما انقطعنا عن السرى صلت عليك
*نهار رفع الدعم
ولا يزال الحاكمون يتخذون الناس سلالم نحو كراسيهم ثم بتسمرون عليها.
يخرجون ضد إغلاق الكباري ثم يغلقونها لما يجلسون مكان المغضوب عليهم.
يقدمون الشباب الى الموت لأجل عدم رفع الدعم، ثم لما يرفعونه بأربعة أضعاف يقولون إن هذا الذبح غير كاف وستتغير التسعيرة.
هل سار الحاكمون في الشوارع ليروا بؤس الناس، ينتظرون المواصلات والعربات كثعبان يتمدد الى جوار محطات الوقود ثم يبتعد حتى عديد الكيلوهات بدون ان يأخذ ذلك من مرتادي صفوف الخبز والدواء والغاز،
غداً سيصبح كل شيء بأربعة أضعاف، فمن للضعاف
نطلب التخفيف من البنك الدولى من صندوق النقد من أمريكا ومن إسرائيل ومن المحاور فحكومتنا وحاضنتها دمى وعرائس، ومن لا يرى الحبال والخيوط فهو أعمى
*العصر
وأي حديث بعيدًا عن ما يعانيه الناس يبقى ترفًا وترفعًا … كنا نود أن نتحدث عن عصر الخميس وعطر الخروج، عن سهرة ختام الأسبوع، لكنا نكتب يوم أربعاء وعقاب شهر، وهذا عند أهلنا يكفي
عصر الحياة هو من فرض نفسه!
…..
نحن محكومون باقتصاد جيراننا في عرف حكوماتنا، فلكي لا يهرّب شيء لهم فلابد ان يكون سعره أغلى منهم فتأمل.
نحن محكومون باقتصاد أمريكا والمقارنة به في فهم حكامنا فلابد أن يكون ثمن لتر البنزين متساويًا مابين كسلا وتكساس رغم أن عربة في كسلا تساوي اثنين في تكساس، فالجمارك هنا أكثر من سعرها، وهناك يعطي العاطلون مالًا وهنا يطارد العاملون.
*أمس أصابتنى كٱبة، وأنا أفسح الطريق لعربة إسعاف مسرعة من النيل الأبيض كما هو مكتوب عليها؛ تريد أن تبلغ بالمريض مستشفىً خرطوميًا … سيجد المرافقون وسائق الإسعاف أنهم وحدهم من يتعجل، فلقد رأيت مصابًا يموت في انتظار أن يعطف أحد على النظر إليه من جملة معاطف بيضاء
رحم الله دنقل
الديوان » مصر » أمل دنقل »
ضد من
طباعة مفضلتي
في غُرَفِ العمليات,
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
لونُ المعاطفِ أبيض,
تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,
الملاءاتُ,
لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,
قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,
كوبُ اللَّبن,
كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ.
هيثم صديق – صحيفة اليوم التالي