تقود الحكومة الانتقالية نفسها سريعاً نحو السقوط وتمضي حثيثاً نحو الهاوية تكبر أخطاؤها أكثر وأكثر، وتصغر في عين المواطن أكثر وأكثر.. وذلك بما تقدم عليه من خطوات غير محسوبة العواقب.
اختبارات الشعور العام وجس النبض عبر تسريب أخبار ثم نفيها و تسريبها مرةً أخرى هي عادةً صبيانية عفا عليها الزمن وتجاوزتها الحكومات الأكثر نضجاً، وحفظتها الشعوب الثائرة عن ظهر قلب.
الإعلان الأخير عن أسعار الوقود الجديدة مدعوم تجاري ومدعوم حر، اسم الدلع لـ(رفع الدعم عن رفع الدعم).. أقول الإعلان الذي تم تسريبه، ثم نفيه، ثم تسريبه مرة أخرى هو آخر مسمار تدقه هذه الحكومة في نعشها.
رفع الدعم وزيادة تعرفة الوقود بهذه الأرقام الفلكية هي دعوة صريحة للتظاهر والاعتصام وحتى العصيان المدني، وهو آخر الحلول في جعبة الشعب وسيلجأ إليه طالما ارتضت هذه الحكومة أن تقوده نحو تلك الخيارات.
مشكلة حمدوك وكابينة القيادة حوله، إنهم توهّموا أن قرار رفع اسم السودان من القائمة السوداء، كفيلٌ بأن تمرر أسفله قرارات مثل التي ينوون الإعلان عنها في مقبل الأيام!!
لن يغض الشعب طرفه عن التلاعب بقُوته، ولن يسمح بأن تستغل فرحته برفع العقوبات الأمريكية ليكشف ظهره لعقوبات رفع الدعم لتنهال على ظهره سياطها!!
رفع العقوبات نفسه الذي هللوا وهتفوا له هو نتيجة حتمية لدفع ملايين الدولارات لتعويض أسر الضحايا الأمريكيين، ونتيجة أكثر طبيعية للتطبيع مع اسرائيل، وهذه معلومة معروفة لأصغر طفل في هذه البلاد!!!
بمعنى ليس في الأمر شطارة أو فهلوة، (جدتي) يمكنها أن تقول للأمريكان هاكم هذه الأموال وسنطبع مع اسرائيل، سيقولون لها سنرفع العقوبات.. بسيطة جداً!!!
الآن هل يعلم هؤلاء الأرجوزات كلفة مثل هذه القرارات؟! حسناً هل يعلمون كم سيبلغ سعر كيلو اللحمة؟! أو رطل اللبن أو طبق الفول أو قطعة الخبز أوأسطوانة الغاز أو .. أو.. أو..؟!
هل يعلمون كيف سيشتعل السوق، ويتجاوز التضخم الرقم القديم ١٥٦٪ إلى أكثر من ٣٨٥٪ حسب رأي الخبراء؟! وكم ستبلغ تعرفة المواصلات؟! و كم سيبلغ سعر الدواء؟!
خارج السور:
كفى استهبالاً.. كفى استخفافاً بالمواطن.. واعلموا، غداً ستدفعون ثمن كل شيء.. كل شيء..!!!!!
سهير عبد الرحيم – الانتباهة