يبدو أن سيدنا ابراهيم البدوي وزير المالية السابق رضي الله عنه قد اعتمد في قبوله منصب وزير المالية علي ماقاله الافندي محمد عصمت بأن هنالك مبلغ ٦٤ مليار دولار نهبها الإسلاميون من ثروة الشعب السوداني وأنه من الممكن استعادتها ووضعها في الخزينة العامة خاصة وأن الرجل ذو الشعر الابيض الكثيف والشارب الكث من موظفي بنك السودان الذين تدرجوا من مراتب متدنية حتي بلغوا ما بلغوه فهو متأثر شيئا ما بذلك. ويبدو في سلوكه وتصرفاته وتسرعه..وانك اذا رايت محمد عصمت لأول وهلة حسبته شيوعي وماهو بشيوعي ولكنه من نوع الاتحاديين المتشبهين بالشيوعيين واليساريين ومن تشبه بقوم فهو منهم بل ومن عاشر قوما أربعين يوما صار منهم. فبهذا الفهم فإن محمد عصمت شيوعي بالتجنس واتحادي ديمقراطي بنكهة اليسار يتبعه شباب اتحاديون يعانون من عقدة الدونية تجاه اليسار ويريدون أن يوصموا بالتقدمية وترفع عنهم وصمة الرجعية فلذلك فإنهم يعادون الختمية وينشطون في محاربة الطائفية كما يزعمون .تسمع لهم جعجعة ولاتري لهم طحينا.. اذا رايتهم تعجبك أجسامهم وأن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة.. ولكم جالستهم وعرفتهم فهم فقاعات سياسية ليس إلا.. تملأ سطح الكوب الاتحادي وليست لديهم قواعد جماهيرية ولن يستطيعوا أن يحرزوا عشرات الاصوات ناهيك عن مئاتها في اي انتخابات قادمة.
محمد عصمت الموظف ببنك السودان ظاهرة صوتية بامتياز . لكونه رجل طيب القلب وبسيط وسط مكر الشيوعيين ودهائهم وجرأة البعثيين وقدرتهم علي الاقتحام وفرض أنفسهم …ومحمد عصمت ليس من النوع الذي يصلح أن تجنده أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية فهو وطني وود بلد إلا أنه متسرع شيئا ما وتسهل خديعته .ولكنه ليس عدائي بما يكفي.. وهو الان هائم علي وجهه فقد انتهي دوره. وانتهت مدة صلاحيته لديهم. فهم لايريدون رموز النقابات الان لتعطل سير مخططهم الذي تقف له القوات المسلحة والاجهزة الأمنية الأخري بالمرصاد وتستفيد من صراع أجهزة المخابرات وكيدها لبعضها البعض ويستفيد الشعب السوداني من ذلك ايما فائدة .
ثمة علاقة أو أوجه شبه ما مابين الدكتور البدوي وزير المالية ومحمد عصمت محافظ بنك السودان (مع وقف التنفيذ) علي طريقة مفرح وابنة البوشي ومدني عباس.. بل إنه أولي منهم بذلك بما له من تاريخ عريق في البنك.. ولولا الحياء لهاجه استعبار .فكيف يخرج من المولد بدون حمص كما خرج الأصم والمؤتمر السوداني. ولكن يمكن تهدئة محمد عصمت والاصم وسرايا حزب المؤتمر السوداني علي طريقة هيئة العمليات بجهاز المخابرات. وتعويضهم في مواقع أخري ففي وزارة الخارجية متسع للسفراء.. وقد عقد المؤتمر السوداني العزم علي أن يعوض كل مافاته في مواقع الولاة .وفي الدعم السريع هنالك رتب ويمكن أن يعين محمد عصمت برتبة اللواء.وتابعوه في رتب اقل.
يذكرني محمد عصمت بذلك الولد الذي ذهب مع خاله الي الصيد فاصطادوا ثلاث ارانب فقال الخال لابن أخته من بعد أن جر ارنبا ووضعها الي جانبه وضمها إليه وقال (اعتبر دي اصلا ماجات من خلاها) ثم جر الأخري من ذيلها ووضعها الي جانب الارنب الأولي وقال(ودي كمان اعتبرها نصيب خالك)ثم مد بصره قليلا الي الارنب الثالثة وقال لابن أخته (اها الارنب التالتة دي ما بتتفضل بيها علي خالك) هكذا كان محمد عصمت ومن حوله من أبناء الحزب الاتحادي الديمقراطي مع حالهم اليسار.
أشفق كثير علي الأخ محمد عصمت وهو يبذل مجهودا جبارا. وهو يطوف في البنوك بلا نتائج تذكر وكثيرا ما يعود خالي الوفاض ثم ويعتلي المنصات وقد أصبح الآن يقود المسيرات ويسلم المذكرات وقد تغيرت ملامح وجهه وبدأ عليه الإجهاد.. ومسكين هو فلا يعلم أن المؤامرة اكبر من إمكاناته وأنه غير قابل اصلا هو ومن معه علي لعب الادوار القذرة وقد يكون قد تم استخدامه مرة أو مرتين وتم اعتقاله حتي بعد سقوط النظام ولكنني اخشي علي صحته وعليه أن يخلد للراحة قليلا ويمكن ابتعاثه الي الصين مواسيا في ضحايا مرض الكورونا.
جعلت قوي الحرية والتغيير السيد الدكتور إبراهيم البدوي كبش فداء لاخفاقاتها ويعود من حيث اتي ولكن مما يعجب له أن محمد عصمت فيه شئ من صلاح قوش فقد يهد المعبد عليه وعلي من فيه. ولست اخشي الان عليه منهم فقد حدث ماكنت أخشاه باستغلاله هو والاصم والمؤتمر السوداني من قبل اليسار والمنظمات.. وحزب الأمة يعرف كيف تجري الأمور وكيف تدار اللعبة ذلك لأنه حزب الأمة الاصل بقيادة الامام الركن السيد الصادق المهدي أما حضرة الصول محمد عصمت فلانه غير متعلق بالاصل فإنه سيظل معلقا هكذا الي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا وكان محمد سيد احمد الجكومي اذكي منه حينما اتخذ له طريقا آخر فهل يضم السيد التوم هجو محمد عصمت اليه كما فعل مع الجكومي وأن الطيور علي اشكالها تقع .
بقلم عمار محمد ادم