حيت الأستاذة عائشة موسى عضو مجلس السيادة الانتقالي جميع المبادرات الإنسانية والاجتماعية لدحر مرض سرطان الثدي.
جاء ذلك لدى مخاطبتها الاحتفال باليوم العالمي للوقاية من سرطان الثدي تحت شعار (افحصي اليوم وطمنينا)، الذي نظمه كرسي الـ(يونيسكو) بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع عمادة البحث العلمي ومبادرة نفير المعمورة وبتشريف بروفيسور آمال محمد عز الدين والي الولاية الشمالية وحضور بروفيسور عوض سعد حسن مدير الجامعة وراعي الفعالية وبروفيسور مهدي عباس شكاك نائب مدير الجامعة وبروفيسور أمل عمر بخيت عميد عمادة البحث العلمي بالجامعة وبروفيسور آمال محمد إبراهيم مدير كرسي الـ(يونيسكو) بالجامعة والدكتورة سماح عثمان أحمد رئيس مبادرة نفير المعمورة، وممثلين لمنظمات المجتمع المدني ولفيف من المهتمين بالمجال.
الأستاذة عائشة موسى شكرت جامعة السودان وإفرادها مساحة خاصة للمرأة لأنها أساس البناء والنهضة في البلاد، ذاكرة أن العبء الأكبر في تربية النشء والصحة العامة يرتكز عليها، وقالت (السلام الذي تحقق تحدي حقيقي يحتم علينا جميعاً نشر التعليم والتوعية لمواجهة الجهل ودحر الأمية وتحسين الواقع المجتمعي)، وأوضحت أن المرأة النازحة بالمخيمات عانت كثيراً ويجب التركيز عليها والعناية بها ومساعدتها بتوفير الخدمات والعيش الكريم، وأبانت أن الطب الوقائي يجب أن يتولى مهمة التوعية والتثقيف بصحبة المؤسسات التعليمية والمنظمات الطوعية .
وأعربت عن تفاؤلها بالمستقبل الوردي الذي يحميه الشباب والأطفال من خلال تغيير الواقع الحالي إلى قادم أفضل.
بروفيسور آمال محمد عز الدين والي الولاية الشمالية أبانت أن مشاركتهم في البرنامج جاءت من عمق تجذر وأهمية المشكلة بالنسبة لمواطن الولاية الشمالية التي لها نصيب الأسد من حالات الإصابة بالسرطان، وقالت (تسليط الضوء على مرض سرطان الثدي الذي يعد كارثة تنتشر بشكل كبير وواسع بالمنطقة يستوجب الوقوف والتضافر لدحره)، وأوضحت أن الحقائق حول تفشي المرض بالشمالية ووجود النفايات المشعة والسامة تمثل أصل المشكلة، ويجب الوقوف مع أهلنا ومجتمعنا لإنقاذهم من السرطان، وأثنت على الاحتفالية، ووصفتها بأنها أصابت الجرح ولامست الهم وخطوة في الطريق الصحيح، كما دعت لعدم النظر إلى مريض السرطان بأنه (وصمة عار) جهلاً، مؤكدة ضرورة التوعية بجميع المراحل الدراسية وإزالة الأمية والتثقيف حول السرطان.
البروفيسور عوض سعد حسن مدير الجامعة أعرب عن سعادته بأكتوبر الوردي وضرورة تكثيف المجهودات فيه للثورة ضد سرطان الثدي وفي كل وقت وحين، وقال (يحب على النساء عدم تفويت فرص الفحص المبكر عن السرطان لسرعة علاجه إن وجد خاصة في ظل تزايد الإحصائيات العالمية والمحلية)، وأبان أن الجامعة تعمل ضمن منظومة كبيرة مع منظمات المجتمع المدني والمبادرات لدحر مرض السرطان والعديد من الأمراض الخبيثة، كما أبدى استعداد الجامعة لدعم كل المبادرات بذات الخصوص كي لا يفقد مجتمعنا الأقارب والأحباب أو أي عزيز.
الدكتور أبوذر محمد علي مدر عام وزارة الصحة بالشمالية أفاد أن هناك تنسيقا محكما مع مؤسسات التعليم العالي ومراكز علاج الأورام لمجابهة مرض سرطان الثدي الذي يعتبر من الأمراض غير السارية وذلك لتقليل الأعباء والتكاليف على المرضى وسفرهم للخارج لتلقي العلاج، مبيناً أن توطين العلاج بالداخل واستجلاب الأجهزة الحديثة والتعريف والتثقيف بطرق الوقاية يجب أن يكثف في المرحلة القادمة نسبة لخطورة الموقف الصحي الذي يتمثل في عدم وجود الكوادر المتخصصة والمتابعة المتواصلة والآليات العلاجية، وقال (وصل عدد مرضى سرطان الثدي حالياً ١٣٠ حالة تتابع الولاية علاجهم، ويجب الفحص للكشف عن مسببات السرطان بمختلف أنواعها وأشكالها)، وأكد سعيهم إلى إنشاء مستشفى متكامل ومتخصص لعلاج الأورام لتقديم خدمة متميزة تعمل على الكشف المبكر وتقليل نسبة الإصابة.
البروفيسور أمل عمر بخيت عميد عمادة البحث العلمي أكدت سعيهم الدؤوب في نشر الوعي عبر القنوات البحثية والدراسات العلمية التي تخدم الحقول الفكرية وتصب مباشرة في مصلحة المواطن والمجتمع، ودعت لوضع الأيدي فوق بعضها لتشكيل درع واق من خلال استخدام أوعية ومكونات البحث العلمي.
البروفيسور آمال محمد إبراهيم مدير كرسي الـ(يونيسكو) بالجامعة أشارت الى انطلاق مبادرة إحصاء مرضى سرطان الثدي والتوعية بخطورته بالمشاركة مع العديد من المنظمات والمبادرات المماثلة، وقالت (نحاول إطلاع الجميع على خطورة المرض ونسعى لإيصال صوتنا بأهمية تكاتف الجهود لمجابهة عدو مجهول وخبيث ينهش في جسد أبناء وبنات السودان ويجب أن يتحد الجميع في المجتمع لدحره بالعلم والتوعية والكشف المبكر).
الأستاذة سماح عثمان أحمد رئيس مبادرة نفير المعمورة أعربت عن سعادتها بالمشاركة الاجتماعية مع جامعة السودان للوقوف سداً منيعاً لحماية المرأة من هذا المرض العضال، وقالت (النساء يمثلن الورود والأمل في حياة ومستقبل مزهر ومعافى، لذلك يجب دعمها وتعليمها وتوعيتها بخطورة سرطان الثدي الذي أصبح يهدد حياتها وحياة البشرية بشكل عام)، وأكدت ديمومة التواصل والاستمرار في التنسيق مع المعاهد والجامعات والمراكز الخدمية لإيقاف انتشاره والتوعية بمخاطره.
الجدير بالذكر أن البرنامج احتوى على جلسة وورقة علمية وتفاكرية حول تشخيص مرض سرطان الثدي ترأسها البروفيسور مهدي عباس شكاك نائب مدير الجامعة قدمتها البروفيسور كارولين إدوارد عياد والتي أشارت فيها إلى إحصائيات المرض على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، كما استعرضت أسباب زيادته وانتشاره وكيفية تشخيصه وعلاجه، وقالت إن أهم أسباب تفشيه هي الفقر وعدم الوعي والتلوث البيئي، وذكرت أن ٢٠٪ هي نسبة حالات سرطان الثدي بالسودان من مجمل حالات الأورام، وأشارت إلى الازدياد الكبير في حالات السرطان، واصفة إياها بالمخيفة والمقلقة، مؤكدة تضافر الجهود وتوسعة دائرة الكشف الكامل للحالات غير المكتشفة وذلك يتطلب جلب الخبرات وتوفير الأجهزة الحديثة والتركيز على الأعمار (٥٠ــ٦٠) عاما في الفحص.
سونا