الصحفية المقتدرة، والصديقة العزيزة إيمان كمال الدين، ظلت تبحث على مدى يومين عن إجابة وحيدة لسؤال له علاقة بقرار بدء السلام مع إسرائيل، فلم تجد..
سعت داخل أروقة الحكومة ودهاليزها بمجلسيها السيادي والوزاري وطرقت باب المسؤولين المعنيين فعادت خالية الوفاض.
كانت على ثقة أن هذه الحالة حِكرٌ على السودان وكثير من مسؤوليه ووزرائه، ففكرت باللجوء إلى المسؤولين في إسرائيل، فلم تخب وعادت ظافرة غانمة بإجابة “صحفية” شافية..!
وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، أدلى لإيمان في حوار نُشر في “السوداني” بمعلومات مهمة تصدرت وسائل الإعلام العالمية والمحلية وكانت مادة ثرة لتحليلات الكتاب في عدد من دول العالم..
كنت سعيدة لأجلها، خاصةً أن التعليق الذي سيأتي حول ما قيل في الحوار، أي رد الفعل، هو أقل كثيراً من “الفعل” نفسه..
الأخبار لا تنتظر، إن لم تخرج منك اليوم، ستخرج من غيرك غداً..!
“كتاب مبروك”
وهو يحكي ما يحدث في الخرطوم أو هناك في البادية، يصف الأخ العزيز محمد المبروك مشاهد رائعة لا تخطر على بال أحد، ويلتقط زوايا مهمة وممتعة فيُحكِم ربطها مع بعضها البعض..
ما يميزه أثناء السرد وكذلك الكتابة، الصدق والشفافية والوضوح، لذلك حينما لمحت اسم كتابه الجديد “حدث في لاس فيغاس”، وددت أن أسأله، “متى سافرت إلى نيفادا؟ وما الذي حدث هناك؟”.. لم أتخيل أن تكون مجموعة قصصية تمزج بين الخيال والحقيقة.
ولـ”لاس فيغاس” قصة سأحكيها يوماً إلى المبروك، كان ذلك قبل 9 سنوات، اعتدت حينها على السفر قريباً إلى دول الجوار، لكن جاءت لحظة زيارة ذلك المكان لتغطية الانتخابات النصفية، كنت سعيدة متحمسة وأنا أمسك بتذكرتي عبر الخطوط الملكية الهولندية، ( KLM ) من الخرطوم إلى لاس فيغاس، قبل يوم من السفر أصابني الخوف والإعياء، فكيف سأكون لوحدي في كل هذه المحطات؟ وفي أيً منها مدة لا تقل عن 4 ساعات.. (أديس أبابا، أمستردام، لوس أنجلوس، نيفادا، لاس فيغاس”..
وأنا في المطار قررت إلغاء الفكرة بحجة المرض، شعرت أن حقيبتي ستضيع مني في إحدى المحطات، كان ذلك يبدو غبياً لكنها الحقيقة..
وصلت إلى لاس فيغاس وقد عجزت عن حساب الوقت والزمن، كنت حزينة وضائعة وأردد “الجابرني على ده شنو..؟”..
كففت دموعي وحملت حقيبتي ودخلت إلى “لاس فيغاس”.. وسأحكي لك يوماً يا مبروك، ما الذي حدث هناك..!
لينا يعقوب
السوداني