“الشيوعي” والحكومة الانتقالية.. “حالة طلاق”

وجه الحزب الشيوعي انتقادات غير مسبوقة للحكومة الانتقالية، واتهمها بالكذب والفساد والخداع لتمرير أجندتها، وأعلن الحزب رفضه للتطبيع مع إسرائيل واعتبره إهانة للشعب السوداني، ودعا إلى حملة جماهيرية قوية لرفض التطبيع.

وقال سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب في مؤتمر صحفي أمس بدار الحزب إن الحكومة الانتقالية تمتهن الكذب والفساد والخداع لتمرير أجندتها، ولهم استعداد للتبعية للخارج ووكيل للرأسمالية العالمية، وأضاف “هم يفرطون في سيادة الأرض بالتالي سيفرطون في السيادة الوطنية”، وقال إن الحكومة لا تعبر عن الثورة بل تحتضن الرأسمالية الطفيلية بينما الشعب يتضور جوعاً وليس لديهم حساسية لأوضاعهم الحياتية وتتبع السياسات الاقتصادية للنظام البائد وعلاقاته المعادية للشعب. وتستخدم أدوات القمع وأجهزة الأمن والمليشيات “مطلوقي السلاح”، وأضاف أن الحكومة تحجم دور الدولة الإنتاجي وتعمل على وضع العراقيل أمام الرأسمالية الوطنية.

واعتبر أن المكون العسكري منع السلطة من الوصول إلى غاياتها ومعهم برجوازيه مهنية، معتبراً الحكومة مستقوية بقوى خارجية لها مطامع في السودان تريد المحافظة عليها، وقال “تأمرت القوى الداخلية والخارجية وأخرجت الوثيقة الدستورية المعيبة، ويقللون من وضع الدستور والقانون”.

واعتبر أن حل الأزمة العامة لا يتم إلا عبر استدامة الحرية والديمقراطية، وضرورة التخلص من التبعية العالمية والابتعاد عن الروشتات الخارجية في التعامل في الملف الاقتصادي وضرورة الاعتماد على اقتصاد يقوم على الذات.

قضية التطبيع
الخطيب قال خلال المؤتمر الصحفي إنه يتم استخدام القوة لتركيع الشعوب وبعض الدول الغربية تفرض إرادتها علينا، لذلك لا بد من التعامل مع الدول بندية والسياسات المتكافئة، مشيراً إلى أن إسرائيل تريد التطبيع مع السودان لأنها ترغب في الاستثمار، وجدد رفض الحزب للتطبيع مع إسرائيل، وتساءل لماذا تم التطبيع بـ(الدس) والتآمر ولم يتم في العلن؟ واعتبر التطبيع إهانة للشعب السوداني وأنه تم بابتزاز من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودعا إلى حملة جماهيرية قوية لرفض التطبيع، وقال إن حزبه يتضامن مع الشعوب المقهورة، وليس ضد اليهود، لكنه ضد الصهيونية، وأضاف “أي تطبيع دون تحجيم دورها بالمنطقة يعرض البلاد للخطر”.

اتفاق جوبا
سكرتير الحزب الشيوعي تطرق في حديثه إلى اتفاق جوبا بين الحكومة والجبهة الثورية واعتبره مواصلة لتغيير موازنات القوى لصالح الهبوط الناعم، وقال إنه تم منحهم مناصب دستورية وفي مواقع أخرى بغرض تغيير تركيبة المجلس التشريعي لتغيير الأجندة التي سيتم طرحها، ومن أجل محاصصات في الأجهزة العدلية والسلك الدبلوماسي، وأن يكون لهم نصيب في إدارات البنوك وهذا تمكين جديد للرأسمالية الطفيلية، وشدد على أن مفاوضات جوبا غير دستورية وإجازتها غير دستورية، وقال إن الاتفاق يهدد السلام ويقود للحرب داخل الإقليم الواحد كما حدث في شرق السودان.
وأضاف أن المكون العسكري بمجلس السيادة اختطف ملف السلام بهدف التمهيد للهبوط الناعم، مؤكداً أن حزبه مع السلام لذلك لا بد من عقد المؤتمر الدستوري، ومع الديمقراطية الواقعية وليس الشكلية.
الخطيب كشف عن اصطفافات جديدة لصالح شعارات، ودعا الشارع للتمسك بوعيه، وأن ينظم نفسه لإحداث التغيير القديم إلى تغيير جديد، وقال إن التغيير مفتوح على كل الاحتمالات.

من جانبه قال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار خلال المؤتمر الصحفي إن البلاد تواجه أزمة اقتصادية حادة وأن الوضع المعيشي لا يُطاق، وتسببت فيه الحكومة نفسها، وأضاف “الحكومة تتبع الأكاذيب وسياسة النظام البائد في إدارة الاقتصاد”، داعياً قوى الثورة لمناهضة البرنامج الاقتصادي للحكومة، وقال يجب إسقاط برنامجها الاقتصادي كما تم إسقاط النظام البائد.

اعتذار البرهان
عضو المكتب السياسي صالح محمود قال خلال المؤتمر الصحفي للحزب أمس إن الحكومة تتنكر لمطالب الجماهير وأنها سجلت تراجعاً مخيفاً في كل مناحي الحياة، مشيراً إلى أن ملف حقوق الإنسان مخجل، وتساءل هل نظل أسرياً ونتمسك بالحكومة؟ وأضاف” نحن غير ملزمين بسياسات الحكومة والانتهاكات السياسية والاقتصادية”، وتابع “يجب الضغط عليها لتغيير سياساتها عن طريق الخطابات والمواكب، مطالباً بالخروج عليها، وطالب بالخروج عليها إذا رفضت وتغييرها، لا يوجد سبب يلزمنا بالسكوت والبلاد تمضي نحو الهاوية”.

وطالب صالح بإلغاء القوانين المقيدة للحريات والحصانات المطلقة، مشيراً إلى أن الحكومة حتى الآن لم توقع على اتفاقيتي سيداو ومنع التعذيب، وقال إن الحكومة تلجأ للكذب والتضليل، ورفض تصريح رئيس مجلس السيادة حول الايديولوجيات وقال إنه يتناقض مع الحق في الانتماء واعتبره إرهاباً فكرياً، وطالبه بالاعتذار.

وقال إذا فشلت الحكومة في تحمل المسؤولية عليها أن تذهب اليوم قبل الغد.

مجزرة القيادة
صالح اعتبر الحكومة كاذبة في قضية مجزرة القيادة العامة، وانتقد عدم ظهور نتائج التحقيق حتى الآن، وقال إنها تريد أن ينسي المواطن القضية، واعتبرها جريمة ضد الإنسانية، وكشف عن بعض المطالبات في جنيف بضرورة إرسال لجنة تحقيق دولية، وشدد على ضرورة مثول البشير أمام المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي بدون مراوغة، وقال إذا رفضت الحكومة تسليمه ستخرج مواكب مليونية للمطالبة بتسليمه.
من جانبه انتقد الخطيب الاعتقالات غير القانونية التي تمت في الفترة السابقة، وقال بهذه الطريقة فإن الحكومة (تبيت) نوايا شريرة للغاية مضمونها اللجوء لقوانين وأساليب النظام السابق.

وإعتبر ظهور قوات ومليشيات سيقود إلى مخاطر ومن مصلحة البلاد منع تمددها، وأعرب عن عميق حزنه لسقوط اثنين من الشهداء، وطالب الحكومة بالكشف عن الذين أطلقوا الرصاص.

تقرير: وجدان طلحة
صحيفة السوداني

Exit mobile version