يكون غبياً من لا يتوقع أن لا يحدث إنفراج في الأزمة الاقتصادية بعد (كلفتة التطبيع) مع إسرائيل لإنقاذ (ترامب) في حملته الانتخابية من براثن الديمقراطيين ويكون نتنياهو (أهبل) لو لم يرسل لنا الدقيق ولربما الرغيف الجاهز وتكون أمريكا (مُغفلة) إن لم تسارع بدعم الاقتصاد بعطية ولو يسيرة تُعلنها للملأ أو أن تُشير لحلفائها بالمنطقة بجملة: (بالله شوفو معاكم الجماعة ديل بشوية قمح) وأظن المنحة الأخيرة من إحدى الدول الخليجية لن تخرج عن هذا الإطار ولكن ما (علينا) وكثر الله ألف خيرهم والموضوع لا يحتاج لدرس عصُر وصدق من قال:
إن لم يكُن غير الأسنّة مركبٌ فما حيلة المضطر إلا الرُكُوبُ
وكيل وزارة التجارة صرح بأن وزارته تجري تواصلاً مع برنامج الغذاء العالمي لتوفير باخرة تقدر حمولتها بـ (40) ألف طن يعني (الكلام كُلُو بقى دقيق) وننتظر الأيام القادمة أن يرقد العيش (هبطرش) والوقود على (قفا من يشيل) ولا شك أن كل ما تم هو ثمن سرقة إرادة الشعب السوداني وتجويعه حتى يسهل قياده وتركيعه و(برأيي) أن الذي يحدث هذه الأيام ما هو إلا سحابة صيف وستنقشع قريباً فلا التطبيع سيصمد في ظل هشاشة الحكومة ولا الشعب المذهول سيظلُ وديعاً كما توهمت الحكومة.
نعم (برأيي) الشعب بعد هذه (الجوعة) لن يهمه من أين أتى القمح ولربما شهرين أو ثلاثة وبعدها سيفوق من غيبوبة الجوع ولن يخنع للتطبيع وصلاة الجمعة القادمة سترسل أولى الرسائل المناهضة للتطبيع، بالأمس السيد (تاور) عضو مجلس السيادة قال إن التطبيع تم بواسطة البرهان وحمدوك مُنفردين (أممك بدينا؟) في حكاية قذف الكرة المُشتعلة. لم يعد خافياً على أحد أن الحكومة الانتقالية قد خانت شعبها وباعت ثوابته وإرادة الوطن (بشوالات) قمح! فهل فهمت عزيزي القارئ لماذا لم تهتم حكومة السيد حمدوك مُطلقاً بالزراعة ولم تتجه نحو الانتاج؟ لأنها كانت مشغولة بالإعداد لهذا اليوم (المُذل) وهو أن يجوع الناس حتى (يسفوا التُراب) ثم يأتي هذا الفرج المسموم ليطعموه الشعب المُنهك من الصفوف والفقر ويشتغل عملاء (قحت) شغلتهم المكشوفة. ولكن حتماً سيقف هذا الشعب يوماً ما على رجليه وسيبدأ جرد الحساب و(برأيي) قد تُغلق كباري الخرطوم من اليوم فصاعداً كل جُمعة حتى إنقضاء الفترة الانتقالية.
والسؤال أين شركاء السلام ولم (التلكؤ) في تكوين الحكومة الجديدة ولمصلحة من هذا الصمت وهل شركاء الجبهة الثورية راضين عمّا تم! أم أن مراجل الرفض والسخط سيغلي من داخل أجهزة الحُكومة القادمة. ولكن يجب أن يطمئن الناس فكما أن التطبيع هو توقيع بالقلم فكذلك إلغائه يتمُ بالقلم وقرارات طرد البعثات الدبلوماسية يُحدد بالساعات القصار.
السؤال هو: من سيذهب للتوقيع البرهان أم حمدوك؟ في ظل عدم تكوين المجلس التشريعي وعدم اكتساب الشرعية! (أظن) الموضوع لن يتم بالسهولة التي توهمها الرجلان في لقائهما (الإسفيري) مع نتنياهو والحاج (ترامب) وليس أمامهما إلا أن لا يذهبا لواشنطن تحت أي عُذُر حتى يبقى الأمر مُعلقاً ولو جاءت الوفود الإسرائيليه تحجُ إلى الخرطوم زائرةً ولو جاء الباحثون عن الاستثمار (الحرام) فيجب أن لا يذهب أحداً ومن سيذهب فقد يذهب كما ذهب إسحق رابين (لا سمح الله) فللسلام والتطبيع أعداء من العرب ومن اليهود لذا فالتروِي والتأني هو المطلوب ورغم قناعتي أنه لابد من ثمن لهذا القمح المسموم يسعى الأمريكان واليهود لقبضه من السودان ولكن بإمكان الخرطوم أن تُمارس (طقطيق الأصابع) والاعتذار بتأجيل التوقيع والعمل بالقاعدة الذهبية المنسوبة للسيد الصادق المهدي (أكُلو توركُن وأدو زولكُن). (الأمور ماشة كويس) جملة قالها محمد أحمد المحجوب عبر الهاتف من القاهرة لعبد الله خليل بالخرطوم (أربكت) مصر فأين الدهاء الدبلوماسي أيها السودانيون؟
قبل ما أنسى: ــ
البعثي عُضو مجلس السيادة (البروف) صديق تاور (طبعاً أول مرة أعرف إنو بعثي) بحسب صحيفة [متاريس] الإلكترونية قالت إنه فتح النار على السيد عبد الفتاح البرهان والسيد عبد الله حمدوك بعد قرار التطبيع قائلاً أنه تم بشكل فوقي وفردي وبتحرك منهما دون الرجوع لمجلسي السيادة والوزراء (إنتهى كلامه) أقول للبروف (تاور) كانت (حبوبتنا) تقول عندما لا يعجبها الكلام يا يُمه هيي (وتمد الياء طويلاً) يا حليل أبوي. عشان كده يا (بُروف) أركزوا ساي و للاّ تتلبوا من هسة عددكم شوية ما بحمل العصره الجايّة دِي.
صبري محمد علي
الانتباهة