استنكر العاملون بمستشفى الخرطوم قرار إقالة المدير العام للمستشفى ومدير مجلس الأمناء د. يوسف الأمين عبد القادر، وكشف نائب مدير مستشفى الخرطوم د. معاوية سفيان عن تقدم ثلاثة أطباء بإدارة المستشفى باستقالات جماعية احتجاجاً على القرار ، وفي الأثناء أكد مصدر طبي بالمستشفى استمرار سيطرة مافيا الصحة على ادارة مستشفى الخرطوم بعد عام كامل من سقوط النظام البائد على خلفية قرار وزير الصحة الاتحادي المكلف د. أسامة عبد الرحيم بتكليف وزارة الصحة بالخرطوم الولائية بادارة وتشغيل المستشفى والإشراف على إعادة تأهيلها.
وقال نائب مدير مستشفى الخرطوم لـ(الجريدة) د. معاوية سفيان : “فوجئنا بقرار الإقالة، فالوقت غير مناسب والاجتماع التنويري الذي عقده وزير الصحة بشأن إعادة تأهيل المستشفى كان ناجحاً”، فضلاً عن أن المدير المقال حقق نجاحاً كبيراً بإكماله صيانة عدد من عنابر المستشفى وإعدادها للافتتاح بعد شهر، وأردف: الأيلولة لم تكن نقطة خلاف، ورجح أن قرار الإقالة تم لتعيين مدير جديد يتماشى مع سياسة وزارة الصحة الولائية والتي تسعى لإعادة الأيلولة.
وقال مصدر طبي إن قرار وزير الصحة المكلف بإعادة تشغيل مستشفى الخرطوم تحت إشراف وزارة الصحة بولاية الخرطوم يعد تهرباً من قرار إلغاء أيلولة المستشفى، وأردف: قرار الأيلولة الذي أصدره المخلوع كان قراراً سياسياً الهدف منه تفكيك وتجفيف مستشفى الخرطوم بحجج واهية تحت غطاء نقل الخدمة الطبية للأطراف.
وكشف عن خلو المخطط الهيكلي لولاية الخرطوم الذي شرعت حكومة الولاية في تنفيذه آنذاك من مستشفى الخرطوم باعتبارها (مهدد أمني).
وفي السياق أعلنت نقابة أطباء السودان الشرعية رفضها لقرار وزير الصحة الاتحادي، واعتبرت أن القرار بداية للنكوص عن مطلب الأطباء والكوادر الصحية والثورة برجوع المستشفيات والمراكز الاتحادية إلى وزارة الصحة الاتحادية، وقطعت بأن ما يقوم به وزير الصحة الولائي إعادة انتاج لسياسات النظام البائد في الصحة لإعادة الايلولة وتصفية الكوادر الوطنية المؤهلة والحريصة على انفاذ برنامج السياسات الصحية البديلة.
من جهتها اعتبرت رابطة الأطباء الاشتراكيين “راش” القرار خطوة للتراجع عن قرار وزير الصحة السابق د. أكرم التوم بأيلولة المستشفيات الاتحادية للوزارة الاتحادية، ونوهت الى أن قرار د. أكرم عبر عن مطالب وأهداف ثورة ديسمبر، بينما يعبر القرار الأخير عن مصالح الرأسمالية والمستثمرين في القطاع الصحي.
الخرطوم: فدوى خزرجي
صحيفة الجريدة