في العام ١٩٩٣ وضع اسم السودان ضمن قائمة الدول الراعية للارهاب لم تحدث حينها تفجيرات دار السلام ولا المدمرة التي تدفعون أيها الثوار اليوم تعويضاتها للحكومة الأمريكية ولم يتمدد السودان في المستوى الإقليمي بالشكل المزعج من الناحية العسكرية أو الاقتصادية كما تمدد أواخر التسعينات وبدايات القرن الجديد..
كان مؤتمر يعقد في الخرطوم يضم السنة والشيعة ربما لأول مرة بهذا الشكل في التاريخ ويجمع كذلك حركات التحرر من كل أنحاء العالم.. رموز غير مسلمة عرف عنها انحيازها للمظلومين والمضطهدين في كل العالم شاركت جلس لأول مرة منذ نهاية حرب العراق وإيران وفود الدوليين باجندة مشتركة واحدة.. جمع المؤتمر رموز اجتماعية وشعبية وثقافية من أسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا جمع المؤتمر علماء السنة والشيعة والمجاهدين الأفغان..
في الساحة الخضراء كان لقاء مليوني يعقد وفي المنصة نساء ورجال عمائم سوداء وأخرى بيضاء والناس تهتف والكفوف في الكفوف في لوحة بهية..
كان هذا المؤتمر الأول لما عرف حينها بالمؤتمر الشعبي العربي والإسلامي وقام ياسر عرفات بترشيح الترابي أمينا عاما للمؤتمر الشعبي العربي والإسلامي ويأخذ المؤتمر أجندة واضحه تؤكد على اختلال العدالة في العالم وتؤمن على حق الشعوب في التحرر
الإسلاميون هنا يملأؤن المعسكرات والهتاف يعلو بها وفي كل شوارع الخرطوم فلناكل مما نزرع ولنلبس مما نصنع.. هنا أدرك القطب المنتصر أن مشروع الإسلاميين في السودان هو الأخطر فعالية ومقدرة على التأثير والتمدد فبدأ مسلسل تهم الإرهاب كما يعرفونه وبدأ حكاية صراع القطب المنتصر مع الدولة الخارجة من مجاعة حكومة أحزاب قحت ٨٨
والحقيقة أن السودان لم يكن إرهابيا لكن الإنقاذ كانت تطمح لبناء نظام عالمي جديد ينحاز للشعوب أكثر وللحرية أكثر وللحق والفضيلة والعدل خارج محددات القطب العالمي المنتصر الحضارية فأصبحت إرهابية ورجعية..
الصديق محمد احمد