منظور رومانسي

[JUSTIFY]
منظور رومانسي

أشعر ببعض التقصير كوني لم (أجيب سيرة) المفاوضات بين قطاع الشمال والحكومة .. لأن كل الناس كتبوا.. أنا لا أثق في أي مفاوضات .. وبالنسبة لنا حتى إن نجحت المفاوضات وأفضت إلى ارضاء كل الأطراف سرعان ماينقلب عليها فيما بعد من ناصروها .. فالذين وصفوا عُرابها بابطال السلام عادوا وحملوهم مسؤولية تبعات تلك الاتفاقيات .. الآن في المفاوضات يمثل القطاع ياسر عرمان وعندما كانوا في الحركة كان يمثلهم جون قرنق الذي استقبل استقبال الفاتحين في الخرطوم هو ذاته قرنق الذي كنا نصفه بالعميل ومصاص الدماء .. والشيطان .. لاحظت إننا الآن نخاطب عرمان بذات الصفات التي كنا نرمي بها قرنق فهو عاشق الحرب وعميل الغرب ودموي.. حتى تاريخه حين كان طالباً نبشوه لتأكيد أنه شيطان عديل.. ولما كنا لا نستفيد من التجارب .. فبذات الفعالية عاملنا عرمان والمفاوضات عادة لا تكون بين المحبين بل الأعداء .. وبديهي أننا نسمع بالفلسطينيين يحاور قادتهم قادة الكيان الصهيوني ويجلسون في منضدة ويتناقشون، فتنجح المفاوضات أو تفشل أو تحرز تقدماً يضيق أو يتسع..!

تعرفت على عرمان في القاهرة .. والتقينا كثيراً خاصة في حفلات محمد وردي عليه رحمة الله لم يكن سوى سياسي سوداني .. فيه ملامحهم ومناوراتهم وطيبتهم وغتاتتهم .. لذلك أرى تصوير عرمان بالشيطان الجديد لا يخدم غرضاً فماذا تتوقع من الشيطان حتى تحاوره .. ونحن من غير الموتورين تجاه طرف .. ولقد تدربنا على الحياد المطلق مع الوعي الكامل بالخيط الرفيع الذي يربط بين الحياد والانتهازية، لكنه حياد في تقبل الاشخاص وليس في تقبل المواقف .. فلن نقبل بالحرب اللعينه تحت أي مسمى .. ولن نقبل بأن يدفع الأبرياء ثمن التصارع السياسي .. والميداني .. ماذنب كل المواطنين والمواطنات الذين تعذبوا .. ترملوا .. تيتموا .. نزحوا .. هاجروا .. حتى اسرائيل اتجهوا صوبها .. لأنهم فقدوا الأمل في الاستقرار وفروا من الموت المحتوم إلى أصقاع حسبوا انهم سيجدون فيها الأمل ولن يجدوا سوى حياة كريهة مذلة إنني انظر الى الانتفاضات هذي مثل مشاهدة كرة قدم معروفه نتيجتها – أي في إعادتها – وهي مباراة فريدة .. لا أحد ينصاع لقرارات الحكم ولا يستطيع استعمال البطاقه الحمراء لأن إخراجها يعني :

انتهت اللعبة ..The Game is Over

العجيب إن قطاع الشمال يدخلها بذات الاستراتيجية القديمة

إطالة أمد الصراع وفيه استنزاف للاثنين معاً ..

إننا ندخل المفاوضات مثل قطة مارك توين .. التي اكتوت بالجلوس على سطح فرن ساخن فأخذت تخشى الجلوس على سطح الحاره والباردة أيضاً ..

وصل الصراع بين المؤتمرين الوطني والشعبي مدى بعيداً .. وبدأ الحوار بينهما من مرحلة الحدرة في الظلام .. حتى وصل الى إمكانية التلاقي وربما عودة الاتحاد .. صحيح إن التنافر بينهما ليس كبيراً لكن إمكانية أن يكون قطاع الشمال حزباً سياسياً معارضاً أو مصارعاً موجودة .. وهذا حق مكفول لكل سوداني .. لكن كيف نصل الى تلك المرحلة ..؟ لا بد من توسعة الصدور إلى

[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]

Exit mobile version