الحكومة قالت انها نجحت في فصل قضية رفع العقوبات عن السودان عن الشرط الأمريكي بالتطبيع مع إسرائيل. وبعضهم قال هذا نجاح دبلوماسي عظيم يُحسب لعبد الله حمدوك وحكومته.
و لكن بعد يومين من تغريدة ترمب، تبين أن هناك زيارة وفد اسرائيلي للسودان و ترتيبات متسارعة لإعلان التطبيع مع إسرائيل!
أولوية السلطة فيما يتعلق بالخجل غريبة. فهي لا تخجل من الكذب و أن تبدو بمنظر تافه غير محترم أمام شعبها و أمام كل العالم، و لكنها تخجل من التصريح بالحقيقة بشأن التطبيع.
انها مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمل تعلم جيدا ان الإعلام الإسرائيلي و العالمي سينشر كل شيء.
الحكومة ستقبل بالتطبيع و بما هو أسوأ من التطبيع لسبب أساسي، هو أنها حكومة فاشلة بلا شرعية و ضعيفة قابلة للسقوط في أي لحظة. و لذلك في تتشبث بأي قشة تنجيها من الغرق، حتى لو كانت من الشيطان.
الضعف و الفشل و غياب الشرعية السياسية يقود الى الأسوأ دائما، الى العمالة و الى الدكتاتورية لاحقا. الحكومة التي تطبع مع إسرائيل خصوصا في شقها العسكري، تسعى للبقاء أطول مدة و ترهن نفسها و البلاد للخارج، و تكون مستبدة في الداخل. و ما حدث بالأمس سيكون مجرد مشهد صغير من المستقبل الذي ينتظر الشعب في حال بقاء هذه السلطة بتركيبتها و توجهاتها الحالية.
حليم عباس