لم تترك الكلاب الضالة الرجل الذي قضى حياته في رعايته عند موته، رافضة السماح لأحد الاقتراب من جثته، وكان المواطن إسماعيل محمد هادي يطعم هذه الكلاب بشكل مستمر، حيث انتبه المارة إلى أن الكلاب التي رباها لسنوات تحيط به وتلتصق بجسده وهي في حالة حزن كبيرة.
تفاعل نشطاء يمنيون مع صورة تظهر أحد المواطنين اليمنيين بعد وفاته، وبجانبه عدد من الكلاب التي كان يطعمها في أحد الأسواق في محافظة إب اليمنية، معتبرين أنها تمثل أعلى درجات الوفاء، وأظهرت الصورة والفيديو المتداول عبر وسائط التواصل الإجتماعي التفاف الكلاب حول صاحبها الذي كان يطعمها رغم فقره، في مشهد يعكس حجم الوفاء الذي أظهرته لمن قام على رعايتها لسنوات.
عندما تكون الكلاب أوفى من كثير من الناس.!#مشهد_حقيقي .! هذا الرجل اسماعيل محمد هادي كان يطعم الكلاب يومياً في سوق الدليل بمحافظة اب
وينام في الشارع مات ليلة أمس رحمة الله عليه .
فضلت الكلاب الى جانبه حزينة .!
المشهد يتحدث عن الوفاء في زمن قل فيه الوفاء .!!
الله يرحمة ويغفر له . pic.twitter.com/aiZAfGKRUQ— مطهر عنان 🇾🇪 Mutaher Enan (@mutaher1976) October 20, 2020
وعبر عدد من اليمنيين عن حزنهم الكبير بسبب مشاهدتهم لصورة اليمني إسماعيل محمد هادي، بعد وفاته ورؤية الكلاب التي حاولت حمايته أثناء تجمهر الناس حوله.
وعلق الإعلامي اليمني، عبد السلام الشريحي، قائلا: “حزن كبير على وجوه الكلاب لمن كان رفيقا لها وبها، مات من كان يطعمهم، ليست هنا كل القصة ففي الشارع طعام سيعيشون عليه، القصة في الوفاء وعدم نكران الجميل”.
وعلق اليمني عبد الكريم سلام: “الخير يبقى ملازما للإنسان السوي حتى وإن عاش شقيا ومتشردا، كما هو حال إسماعيل محمد هادي”.
وأضاف: “على الرغم من تشرده وبؤسه وربما تزايد معاناته جراء الحرب، إلا أنه عرف في سوق الدليل في محافظة إب، بأنه الإنسان الذي كان يطعم الكلاب، وعندما لفظ أنفاسه ردت له الكلاب الجميل بالوفاء فاستمرت بجوار جثته تتمسح بإنسانيته وربما لتلقي عليه نظرة الوداع”.
وتابع: “مهما كان الإنسان وحيدا مشردا في الشارع ومهما بلغ الشقاء بالإنسان، إلا أنه يستطيع أن يسعد من حوله ويترك أثرا جميلا بعد موته”.
سبوتنيك