هل ينعكس شطب السودان من قائمة الإرهاب إيجابا على حياة السودانيين؟

بات السودانيون في حالة ترقب، لتغريدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعلن فيها رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، بعد إعلان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك،عن أن الخرطوم حولت بالفعل، أموال التعويضات المطلوبة من قبل واشنطن، لضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998، وهي التي طالب بها ترامب في تغريدة سابقة كشرط لرفع اسم السودان من القائمة.

أي سيناريو؟

غير أنه وبعد تأكيد خبر تحويل الأموال، التي طلبها الرئيس الأمريكي كتعويضات، فإن أحدا لايعرف، ما هو السيناريو المرتقب، للإعلان عن رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية، في وقت تتداول فيه أنباء، عن أن واشنطن، ربما تضمن رفع اسم السودان من القائمة، في اتفاق بينها وبين الحكومة السودانية، يتضمن أيضا تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وكان موقع(YNet) الإخباري الإسرئيلي، قد نقل عن مصادر إسرائيلية لم يسمها، قولها إن هناك تفاهمات بشأن إعلان عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، بعد رفع اسم الخرطوم من القائمة الأمريكية، للدول الراعية للإرهاب.

وأشار الموقع إلى إمكانية التأني، في الإعلان عن التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب، لأن الولايات المتحدة وفق ما قال، معنية بمنح السودان، هامش مناورة مستقل، بحيث لا يُعتبر عملاً ناتجاً عن إنذار أميركي.

وكانت وكالة رويترز، قد نقلت أيضا بدورها عن مصادر أمريكية مطلعة، قولها إن الولايات المتحدة، بصدد التوصل إلى اتفاق مع السودان، حول رفع اسمه من قائمة الإرهاب مقابل اتخاذه خطوات لإقامة علاقات مع إسرائيل.

وقد لقي إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزمه رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ترحيبا على مستوى قيادات المكونين العسكري والمدني، للحكومة الانتقالية في السودان على حد سواء.

ورحب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بإعلان ترامب عبر تغريدة له على تويتر، مقدما الشكر للرئيس الأمريكي، وهو ما فعله ايضا رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي امتدح خطوة ترامب على تويتر قائلا، إن ما أعلنه الرئيس الأمريكي ينطوي على تقدير للشعب السوداني.

فوائد

عدد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، عشرات الفوائد التي ستعود على السودان، جراء رفع اسمه من القائمة الأمريكية لرعاية الإرهاب، وهي فوائد يتفق معه فيها كثير من السودانيين.

وبين ما قاله حمدوك، في خطاب تليفزيوني له الاثنين 19 تشرين الأول/ أكتوبر، فإن رفع السودان من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، سيفتح الباب أمام إعفاء بلاده من ديون خارجية تتجاوز قيمتها 60 مليار دولار، مشيرًا إلى أن وضع اسم السودان في “القائمة”، كان عقبة رئيسية أمام استفادة السودان من المؤسسات الدولية.

وعدّد حمدوك أوجه الاستفادة من القرار قائلاً: “القرار يتيح لنا إدارة الاقتصاد بشكل أفضل، ويفتح الباب أمام عودة السودان للمجتمع الدولي، والخلاص من تركة النظام البائد، بعد أن ظللنا محاصرين من كل العالم، ليعود السودان للنظام المصرفي والمالي العالمي”.

الإصلاح أولا

غير أنه وفي ظل الترحيب الواسع، من قبل المكونين المدني والعسكري، للحكومة الانتقالية في السودان، ينبه بعض الخبراء الاقتصاديين، إلى أن رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية، للدول الراعية للإرهاب لن يكون بمثابة الحل السحري، لمشكلات الاقتصاد السوداني، رغم الفوائد التي سيأتي بها، ويعتبر هؤلاء أن انهمار القروض والمساعدات، لايمثل حلا لمشكلات الاقتصاد المتراكمة، وأن الأولوية للحكومة السودانية، في ظل هذا التطور،هي إصلاح الهياكل الاقتصادية المتداعية للبلاد وتقديم خطط دقيقة للنهوض الاقتصادي.

ويعتبر هؤلاء الخبراء، أن مكافحة الفساد المتجذرعبر سنوات، يعد أيضا أولوية مهمة للحكومة خاصة في المستويات العليا، ويضربون مثلا بعدة دول لاتعاني من عقوبات، ولديها نظام مستقر في حين لا ينعكس أي تحسن اقتصادي بها، على قطاعات الشعب بفعل الفساد المستشري.

ويرى مراقبون أن الحماس الكبير، الذي يروج به للتطور الأخير،على المستويين الرسمي والشعبي في السودان، يعكس مدى تأثيره الإيجابي، في إنقاذ شعبية الحكومة الانتقالية في السودان حاليا، والتي تنظر للخطوة على أنها تمثل دفعة قوية لها، في ظل حالة من التذمر يشهدها السودان مؤخرا، بفعل استمرار المستويات المعيشية في التدهور وسط أزمات في الخبز والطاقة.

برأيكم

هل سينعكس رفع السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية إيجابيا على حياة المواطن السوداني؟

كيف تتوقعون الطريقة التي سيعلن بها عن رفع اسم السودان؟ وهل ستكون ضمن اتفاق يشمل التطبيع مع إسرائيل؟

كيف ترون ما تقوله وسائل إعلام إسرائيلية من أن التطبيع مع السودان سيأتي في الأيام القادمة؟

وما رأيكم بالفوائد المتعددة لرفع اسم السودان من القائمة والتي تحدث عنها حمدوك؟

هل تتفقون مع من يقولون بأن الخطوة ستفيد الحكومة السودانية بالمقام الأول في مجال زيادة شعبيتها؟

وهل يمكن أن يكون رفع اسم السودان حلا سحريا للمشكلات الاقتصادية دون خطط اصلاحية؟

BBC

Exit mobile version