سودانيون تخرجوا في جامعات تركيا يروون للأناضول ذكرياتهم خلال سنوات الدراسة:
– أنور: تأثرت بحسن الضيافة في السفارة التركية بالخرطوم، لأتوجه بعدها إلى تركيا
– داود: حظيت بمعاملة حميمية من قبل الجيران في إزمير، وشعرت كأنني فرد منهم
– نور: الشغف بالتاريخ العثماني أبرز الأسباب التي دفعتني لاستكمال تعليمي في تركيا
يُعد السودانيون الذين تخرّجوا في الجامعات التركية وعادوا إلى بلادهم، جسورا للتواصل وسفراء متطوعين يساهمون في تعزيز العلاقات بين البلدين.
ورغم مرور سنوات على تخرّجهم ومغادرتهم تركيا، يظل السودانيون أوفياء للبلد التي استضافتهم وقدمت لهم منحاً دراسية لسنوات.
يستذكر عدد من السودانيين في لقائهم مع الأناضول، سنوات الدراسة في تركيا، ليواصل كلّ واحد منهم حياته العملية في مجالات مختلفة.
ويبدى هؤلاء حرصهم في الوقت نفسه على استحضار ذكرياتهم والتقاليد التي اكتسبوها في تركيا، وإنشاء جسور التواصل بينها وبين بلادهم.
** حسن الضيافة
أحمد أنور، رئيس جمعية خريجي تركيا في السودان، يقول إنه “قرر الذهاب إلى تركيا في ثمانينات القرن الماضي، بعد أن كان قد عزم العيش في إسبانيا”.
ويضيف أن وجهته تغيرت من إسبانيا إلى تركيا في اللحظة الأخيرة، بعد أن حجز تذكرة الطيران وحصل على تأشيرة دخول (فيزا) للبلد الأوروبي.
ويوضح أنور، وهو رجل أعمال حاليًا، أن ذلك التغيير في القرار كان ناجم عن زيارة جاءت بمحض الصدفة إلى سفارة أنقرة لدى الخرطوم.
ويذكر أنور، أنه تأثر بحسن الضيافة في السفارة التركية بالخرطوم، وإكرام الموظفين هناك له، ليتوجه بعدها إلى تركيا.
ويردف: “مرت أسابيع وأشهر وأنا في أنقرة، حتى انتهت صلاحية تأشيرة الدخول التي حصلت عليها للسفر إلى إسبانيا، إلى أن مضى 23 عاماً وأنا في تركيا”.
ويتابع: “بدأت دراستي بقسم الهندسة الزراعية بولاية أرضروم (شمال شرقي تركيا)، وأكملتها في جامعة أنقرة، وكنت أشعر خلال تواجدي في تركيا وكأني في منزل أمي”.
ويشيد رجل الأعمال السوداني بكرم الضيافة لدى الشعب التركي، بعد أن زار العديد من المدن والقرى فيها برفقة زملائه الأتراك، مردفاً: “كرم الضيافة الذي رأيته في تركيا لم أره في مكان آخر”.
** جودة التعليم
بدوره، يقول ياسر داوود، الأمين العام لجمعية خريجي تركيا في السودان، إنه لا يزال يستذكر أيامه التي عاشها مع أسرته في ولاية إزمير التي جاء إليها لإتمام دراسته في مرحلة الدكتوراه.
ويضيف داوود، وهو عضو الهيئة التدريسية في جامعة النيلين، أنه حظي بمعاملة حميمية من قبل جيرانه في إزمير، مبيناً أنه شعر وكأنه فرد منهم.
ويشير إلى أن جميع خريجي الجامعات التركية من السودانيين، “يمتلكون ذكريات جميلة تعود إلى فترة دراستهم الجامعية”.
وحول أنشطة جمعية خريجي تركيا السودانية، يذكر داوود أنهم يشاركون في المعارض، وفعاليات التعريف بالجامعات، إلى جانب تحفيز الطلاب السودانيين للدراسة في تركيا.
ويردف: “نقوم بتوجيه الطلاب السودانيين ممن يرغبون في الدراسة بالجامعات التركية، نؤكد لهم بأن قرارهم في الدراسة بتركيا قرار صائب، حيث الجودة في التعليم، والحياة الجميلة الملائمة لثقافة ومعتقدات الشعب السوداني”.
** شغف بالتاريخ
من جانبه، يعتبر طارق نور، الأكاديمي في قسم التاريخ بجامعة الخرطوم، أن شغفه بالتاريخ العثماني، كان أبرز الأسباب التي دفعته لاستكمال تعليمه في تركيا.
ويضيف أنه استكمل تعليمه في جامعة إسطنبول، خلال مرحلتي الدراسات العليا والدكتوراه.
ويشير أنه سافر إلى تركيا عام 1989 في إطار منحة حكومية من المؤسسات التركية، لإجراء بحوثات في الأرشيف العثماني بإسطنبول.
جدير بالذكر أن 322 طالباً سودانياً يواصلون تعليمهم حالياً في الجامعات التركية، ضمن إطار المنح التي تقدمها رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى (YTB)، فيما تخرّج حتى الآن 114 سودانياً في الجامعات التركية ضمن إطار برنامج المنح ذاته.
وكالة الأناضول