عاد الأب الأربعيني المنهك من صف الخبز في السادسة صباحاً خالي الوفاض، وقبلها قضى عشرة ساعات في صف الوقود وعاد أيضا صفر اليدين. تذكر أن هذا اليوم بداية العام الدراسي لطفله فاشترى جالون ب ٧٥٠ جنيه مضطراً، أوصله إلى باب المدرسة النموذجية وهو يغالب الرهق والنعاس.
دلف الصبي بخفة داخل المدرسة فقبضه المشرف من يده واسرع نحو الوالد قائلاً: عليك أن تحضر لاستلامه في منتصف النهار لأن سيارات المدرسة معطلة والسائق غايب، ودبر له الآن وجبة افطار فبوفيه المدرسة مغلق لانعدام الخبز.
وأضاف بحزن بائن وبالمناسبة لم يحضر المعلمون بعد بسبب أزمة المواصلات.
فقال الأب متعجباً: اذن لماذا فتحتم المدرسة؟
فقال المشرف ساخراً: نحن لم نفتحها، ولكن فتحتها السلطات، وعلى فكرة ليس هنالك كتب
فقال الأب غاضبا: طيب في شنو؟
فقال المشرف الاستاذ وهو يدير ظهره بلا مبالاة: في القراي
حسين خوجلي