أن يتهم أحدهم الرئيس السابق المشير عمر البشير ويرميه بالإخفاق والفشل فذاك إتهام من حقه أن يطرحه ، ومن حق البشير والآخرين الرد عليه وتفنيده .
– أما أن ينجرف أحدهم للإساءة لشخص البشير والشماتة والسخرية من شكله وآثار الحبس عليه وهو رجل ثمانيني عرك الحياة وبذل طاقات ذهنية وجسدية عالية ، فإن ذلك مما يرتد على الواصف والساخر والشامت ويسئ له وليس للمشير البشير .
– البشير أصبح رئيسا سابقا بعد نجاح (الثورة) في إنهاء فترة حكمه الطويلة ، ومما يجافي العقل والعدل أن ننكر الجهود التي بذلها والإنجازات التي حققها والبنيات التي بناها والتركيز فقط على الأخطاء والإخفاقات وهي كثيرة وغير منكورة ، إننا لو تجردنا من روح الإنتقام والمكايدات والتشفي لاحترمنا البشير ووقرناه وأكرمناه دون أن يمنع ذلك محاكمته أمام القضاء على أي خرق وتجاوز للقانون .
– الرئيس السابق المشير عمر البشير رجل نظيف وعفيف وشريف ، لم تمتد يده للمال العام ، لم يبنِ ويمتلك العمارات والشركات والقصور مع أنه ضابط رفيع ومن حقه أن يمتلك ويبني ، لم يفتح خزائن الدولة لأهله وقرابته وخاصته بل ضغط وقسا عليهم والشواهد لا تُحصى ، ولئن فسد أحد أولئك الأقارب فلا تعاطف معه طالما ثبت فساده أمام القضاء الوطني ، حتى (المكرمة السعودية) لم يدخل منها مليما واحدا الى جيب البشير رغم أنه كان بإمكانه (بلعها زُت) كما فعل ويفعل آخرون ممن استمرأوا الربا والحرام والمال العام بل حرص على توزيعها وتوظيفها حسب تقديراته كرئيس للدولة وقتذاك .
– فترة حكم الرئيس البشير مليئة بالأخطاء والإخفاقات ، منها عدم تداول السلطة بشكل مؤسسي وديمقراطي ومنها إتخاذ العديد من القرارات السياسية والاقتصادية المؤثرة دون تشاور حقيقي كامل ، ومنها الإهمال النسبي لقطاع الشباب ، لكن ذلك يجب ألا يصرفنا عن الجهد الكبير جدا الذي بذل في الإصلاح الإداري والسياسي وترسيخ الأمن والإستقرار والسلام الإجتماعي وتدبير معاش الناس وخدماتهم وحاجاتهم والإرتقاء بالمؤسسات العلمية والتعليمية والبنيات والتنمية مما لا يخفى على عين عادلة ، برغم مما واجهه عهده من حصار قاش ظالم من أعداء لا يتغيرون مهما لهثنا وراءهم ، وكيف يتغيرون وقد أنزل الله فيهم قرآناً يُتلى .
– التعافي والتصافي والتسامح والتسامي خير للوطن ومكسب للجميع وهي ليست دعوة عن ضعف بل عقل وبصيرة تنظر لواقع الحال المرير وترنو الى القادم وهو أسوأ كما تقول ملامحه .
– إعدلوا هو أقربُ للتقوى
محمد تبيدي