توقفتُ عند أول خبر في صفحة الجريدة (الأولى) الأربعاء 7 أكتوبر وعُدت بعد قراءته (جيداً) أُردد سراً مع الفنان الكبير إبراهيم عوض أغنيته التي أبدع فيها الشاعر وأودع فيها بعبقرية بعض المُفردات المُتناقضة مرة أضحك ومرة أبكي ومرة أتحمّل أسايا ، حقاً نضحك من الغُلُب وتحمُّل الأسية ونبكي من البلية وشر البلية ما يُضحِك يا كرام ، تعال معي عزيزي القارئ لنقرأ سوياً ما جاء به الخبر لنبكي ونواسي بعضنا البعض على ما وصلنا إليه.
(ناقش مجلس الوزراء في جلسته امس برئاسة د. عبد الله حمدوك الأوضاع المعيشية وندرة الخبز التي تشهدها البلاد حالياً، وأرجع الأزمة لعدم إيفاء بعض الجهات بالتزاماتها ، وأوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة، فيصل محمد صالح في تصريح صحفي ، أن المجلس بحث المعالجة والترتيبات التي اتخذت في ما يتعلق بزيادة نسبة الاستخلاص من القمح وتطبيق نظام البطاقات، واستمرار تطبيق نظام سلعتي، بجانب وقفه على مجموعة من الإجراءات التي تم اتخاذها لوصول كميات من الدقيق من بورتسودان لا سيّما بعد توفُّر المبالغ اللازمة لذلك)
كتّر خير المجلس الذي خصّص (أخيراً) من وقته الثمين جلسة لمناقشة (الأوضاع المعيشية وندرة الخبز التي تشهدها البلاد حاليا) ومفردة حالياً دي بالذات هي سبب الوقوف عند الخبر ، ومن يقرأ الخبر من غير أهل السودان (أصحاب الوجعة) لأول مرة يظُن أنّ الأحوال لم تضطرب والأوضاع المعيشية لم تتدهور إلّا قبل يوم واحد أو إثنين بالكثير ولذلك سارع مجلس الوزراء بعقد هذه الجلسة الخاصة (لمناقشة) الموضوع العاجل ، وبقية الخبر المُبكي المُضحك أعادنا لزمان ظنّناه قد مضى بعد الثورة ولن يعود ، والأستاذ فيصل يقرأ علينا من نفس النُسخة التي كان يقرأ منها أحمد بلال مُخرجات كل اجتماع رئاسي.
نفس خطاب المُكابرة والتبريرات الواهية الرافض لنسب الفشل في الندرة وضيق الأوضاع المعيشية إلى الحكومة التي انقضى من عُمُرها عام بتمامه وكماله ونُدرة الخُبز تزداد سوءاً مع كل صباح جديد ، والأوضاع المعيشية الله وحده يعلم بها ، الحلول الفطيرة وحكاية أم ضبيبينة في مسألة زيادة نسبة الاستخلاص من القمح وقصة البطاقات ونظام (سلعتي) لن تحل المُشكلة ولن تنحسر بها طوابير الخُبز أو تتراجع بها الأسعار ، وقد فعلها القوم من قبلكم وجربوا فينا كُل هذه الأفكار وهذه الحلول العقيمة التي تُحاولون تجريبها مرة أخرى ، ونسكُت عن مجموعة الإجراءات (المُبهمة) التي ذكرها السيد وزير والخاصة بضمان وصول الدقيق إلى المخابز حتى لا نفقع مرارة المواطن الموبوء بالسياسات ، والمأزوم بجلوسه على جمر الأزمات.
سُئل ساخر عن الحل والبلاد في خطر ، والشعب كم عانى فيها وصبر ، وغيرنا للمصاعب قد عبر ، وقاوم وانتصر.
فقطّب حاجبيه وعبس وبسر
وقال الحل يا بشر
في العبور بالنظر
الجريدة
زاهر بخيت الفكي