قصة السورة التي أضحكت النبي عند نزولها

يعير الناس بعضهم البعض بقلة المال او عدم الانجاب أو عدم الزواج وغيرها غير مبالين بمشاعر الآخرين أو حتى برفض أبسط مباديء الإنسانية والدين لهذا السلوك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لقى من الأذى أكثر مما يلاقيه البشر، وكان مما تعرض له من إيذاء بعد وفاة أبنائه الذكور قول الكفار: بتر محمد، أي مات أبناؤه وسينقطع ذكره، فكان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “دعوه، فإنه رجل أبتر لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره”، فنزلت سورة الكوثر لترد على الكافرين في زعمهم في بشرى أضحكت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ذات يوم في مكة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا بين أصحابه حتى وجدوه يضحك فجأة، ليعرفون فيما بعد أنها كانت بشرى من آيات الوحي الحكيم أنزلت عليه صلى الله عليه وسلم ترد على من يزعجونه بكلامهم، ومن يزعمون أنه “أبتر” وتبشره بنهر في الجنة، فيروي أنس بن مالك قائلًا: أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة ، فرفع رأسه مبتسما ، إما قال لهم وإما قالوا له : لم ضحكت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنه أنزلت علي آنفا سورة ” وقرأ صلى الله عليه وسلم سورة الكوثر حتى ختمها، وفسر لأصحابه معنى الكوثر قائلًا: ” هل تدرون ما الكوثر ؟ “، قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ” هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة ، عليه خير كثير ، ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد الكواكب ، يختلج العبد منهم فأقول : يا رب ، إنه من أمتي . فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ” .

وردت سورة الكوثر على قول العاص بن وائل السابق، فقال تعالى: “إن شانئك هو الأبتر” أي: إن مبغضك يا محمد ومبغ ما جئت به من الهدى والحق والبرهان هو الأبتر الأذل المنقطع ذكره، يقول ابن كثير في تفسيره، ويروي انها لم تكن في العاص بن وائل فقط، فالبعض قال أنها نزلت في عقبة بن أبي معيط، وقيل في كعب بن الأشرف، وقيل في جماعة من كفار قريش، وذهب ابن عباس إلى أنها نزلت في أبي جهل، فشائنك تعني عدوك، والمقصود به أبو جهل، أما الطبري، فيرى أن الآية عامة وشاملة لكل من عادى الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول في تفسيره: “إن الله تعالى ذكره أخبر أن مُبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأقلّ الأذلّ، المنقطع عقبه، فذلك صفة كل من أبغضه من الناس, وإن كانت الآية نـزلت في شخص بعينه”.

مصراوي

Exit mobile version