شهيد الشرطة “بدوي يوسف” كلكم شركاء في دمه

1 رحم الله الملازم اول شرطة بدوي يوسف . شهيد أحداث .(هيا) ؛ وتوفاه الله حين موته ؛ مثلما يرسل أرواح رفاقه ؛ الى أجل مسمى ؛ يمضون في ذات الطريق الذي فيه البدوي والوف من ابناء الجيش والشرطة وجهاز المخابرات العامة ؛ ممن كتب عليهم الموت بالإستشهاد ولو بعد.حين .

نعم الجميع ؛ كلنا شركاء في اليد التي غرست المنية في جسد (يوسف) . مدنيين وعسكر ؛ ثوار ونهازين لفرص المواعيد ؛ ؛ او غيرهم ممن هم أعلى من ذلك طهارة وقناعة ؛ سابلة مواقف وقواعد قناعات . انت ؛ انا ؛ نحن ؛ كلنا قتلنا اولئك الرجال ؛ وولغنا في دمهم المسفوح تحت ظل جبل الشيطنة ! بعد ان صار الوطن كما يقول مظفر النواب (معروض كنجمة صبح في السوق) ؛ وبعد ان صارت الشرطة وبقية المنظومة الأمنية الحامية للناس ومقدرات البلاد ؛ طلبة لسان كل سائرة بالشتم ؛ ومرمى رجم كل عميل خوان ومصدر ومتخابر ؛ وشاخص ضرب وطعن كل مهتاج غاضب ؛ يقتات بالسباب والثورية الكذوبة والاناشيد و( الكولن) الضلال ؛ يهزون على الطبلة والبوق ؛ فيبتز الساسة ؛ بالرعب والتصنيف والاهتزاز عموم القادة والجنرلات و(السادة والحضرات) فيدان كل عسكري ؛ قبل ان يكتمل الحدث ؛ ويجرم اي سلوك وفعل ولو كان في خانة المشروع والقانوني ؛ وهكذا صار الجميع بلا ظهر او سند او غطاء او حماية ؛ وحتى الحق الانساني الطبيعي وردة الفعل الغريزية في الدفاع عن النفس ابوها عليهم ؛ إن اتوها ؛ فهم فلول وجيوش ظلام وكتائب ظل ؛ ولا يشبهون الثورة وكأن الثورة هذه قامت لحماية المتفلتين ! والخوارج على القانون والنظام.

2
إن (يوسف) ؛ ومن سيأت بعده ومن فات قبله ؛ قتلوا ؛ يوم ان شتم قادتهم ؛ وأهينوا عشرات المرات ؛ بكل المستويات ؛ تصريحا وتلميحا ؛ بالاسماء والرتب والمؤسسات ؛ لم يسلم من ذلك أحد او جهة ؛ صار الكل لص ؛ وقاتل ؛ وساع بالفتنة ؛ والتآمر ؛ طال هذا الشرطة فوصفت بكونها مرابط للصوصية والفساد ؛ إفتراء ضمن منهجية كفاح الحلاقيم ؛ وتحول جهاز المخابرات العامة الى (جراج) كبير و(هنكر) لكتبة ديوان الموظفين العموميين لانه ان تحدث جر نفسه لمصارعة السفهاء وإن تحرك أدين ولو كان ساع لمصلحة البلاد وحمايتها ! وصار الجيش يتهم في نواياه بكونه حاقد على الديمقراطية وحافر لقبرها ؛ رغم ان الأحزاب نفسها هي اكبر حافر ؛ لكنهم لا يرون (عوجاتهم ) ! لقد قيد الإبتزاز السياسي الذي تخضع له القيادة العسكرية ؛ عناصرها وقواتها ؛ صار كل حدث وازمة تحدث في هذا البلد ترتبط بكشف إحالات وطرد وسجن للعسكريين ؛ يحاكموا في فضاء محاكم الراي العام ؛ بالتهييج والتأليب المسبق ؛ وتنكرهم قياداتهم بمنهجية (اتكيست ما تكيسنا ) فصار من الطبيعي ان يختار الضباط وجنودهم فداء الموت ؛ على مرارة الاسر في الاقفاص ؛ او في خيار اخر الوقوف على الحياد ؛ شعارهم بيض مواضينا ؛ بيض حراستنا ؛ بيض اشاراتنا ؛ لا نغلط عليك لا نوسخ إيديك واللهم ان العبد يمنع رحله فامنع رحالك ؛ حكمة هاشم بن عبد المنطلب يوم ان اتاه (ابرهة) !.

3
إن العنف ؛ والتطاول على القوات النظامية ؛ وسلوك تحقير مؤسسات الدولة ؛ هو بعض ظاهرة نبهنا لها كثيرا ؛ وان هناك فرق بين موضوعية المطالب والتعبير عن ذلك وبين تحويل الامر الى فوضى ؛ بدات من الخرطوم والمركز ؛ إذ يمكن لاي عشرة افراد بلا صفة الدخول لاي موقع ؛ بما في ذلك رئاسة مجلس الوزراء وشتم من يعترض وطرده ؛ وربما امره بالجري او السير تحت تساقط الصفعات ؛ يحدث هذا رغم ان القاتل المدان بإعدام ؛ يساق باحترام وبحقوق محفوظة الى المشنقة ؛ ناهيك عن مواطن كل ذنبه ان بعضهم حاكمه بغوغائية الكثرة والحشود ؛ إستمرار هذا السلوك افرز في اخر الامر دولة ونظام حكم ومؤسسات لا يحترم احد عناصرها ؛ خاصة تلك المعنية بفرض القانون ؛ وجبن الكل واكلت القطة السنتهم ليكون من الطبيعي ان ينغرس في كل شبر جسد ضابط او جندي ؛ وينتشر دمه على الارض الحرام ؛ وان تجر اسمائهم وعلاماتهم على الارض . ولا خيار لهم سوى السكوت والاحتساب والصبر ؛ وبلع مرارة الإهانات . إن هذا الذي يجري سيسلم البلاد الى حالة إنهيار تام يتحمله بالكامل كل رئيس وقائد ومسؤول . في كل مستوى ومقام ؛ ذلك لان الجميع نزع المهابة فاستحق الهوان .

4
إن مؤسسة ؛ ورجل قانون ؛ بلا صلاحيات ؛ وحماية وتامين في أداء الواجب ؛ سيكون مجرد فتى كشافة يساق للموت والأذى ؛ وإهدار الحقوق ؛ إن رجل قانون بلا قيادة حامية أعزل عليه تجهيز كفنه قبل حمل زيه الرسمي. ان رجل قانون بلا هيبة وردع مسبق ظل ستطاله مواطئ كل غاضب ومتطاول يظن انه يفعل الصحيح ؛ لان كل البلد صارت تجبن عن رد الجميع الى الصحيح بالمنع والارشاد والإدانة.

بقلم
محمد حامد جمعة

*الصورة اعلاه
الملازم اول شرطة بدوي يوسف

Exit mobile version