قوش البطولة الزائفة !!

يقولون إن ميزة الحقيقة هي أن الشك والتشكيك يساعدان على إشراقها أكثر فأكثر، وان البطل مهما وجد له ساحة مليئة من المصفقين ستظهر الحقيقة كعروس بِِطّلة زفافها يتوقف لها الصخب والرقص فجأة في حفل مليء بآلاف الوجوه، وستشرق الحقيقة مهما طال ظلام الزيف كشمس تفضح كل الأشياء الباطلة حولنا، وحقيقة ان مدير جهاز أمن المخلوع حول دوره المزعوم في إنجاح ثورة ديسمبر كان ومازال حديثاً باطلاً لا يأتي الإختلاف عليه في كيفية استيعابه وتصديقه وحسب بل لأن قوش سيظل للابد اداة تشويه وخصم لأي قضية لا اداة تجميل وإضافة، خاصة عندما تكون هذه القضية هي قضية ثورة كان جهاز الأمن في عهد قوش واحد من أسباب انفجارها وهو الامر الذي يجعل دوره وان كان حقيقياً هو في ظاهره فعل لسرقة حاضر ومستقبل مقابل بيع وخيانة ماضي، كالذي يعمر ويحج بيت الله الحرام بمال مسروق، وقلت إن التاريخ شئ خطير جداً على حياة ومسيرة كل من يفكر بمستقبل نظيف لابد ان يكون الماضي عنده أنظف ، والا ستبقى محاولات عبثية لبناء جسور وقصور على رمال لاتستطيع ان تحمل ذرات بعضها، ناهيك ان تكون أساساً لصرح يريد صاحبه ان يضربه على واقعنا عنوة حتى نرى في إمبراطوريته السوداء قصراً جميلاً يريدنا ان نتنفس من شرفاته نسمات الديمقراطية والحرية والكرامة.
وجهاز أمن قوش عندما كان يرأسه ماذا كان يرى الناس غير ظلمته ووحشة دهاليزه، كان ضحاياه يروا فيه أشباحاً بشرية تنهش كرامتهم ورجولتهم قبل ان تعتدي على أجسادهم، كانوا يبكون ويتأوهون ليس لأنهم لايستطيعون تحمل العذاب من هؤلاء الوحوش لكن لأنهم لايستطيعون الحياة من جديد ان خرجوا من معتقلات الجهاز لأن الخروج من جهاز الأمن ليس كدخوله، وحاول صلاح قوش ان يطرح نفسه كشخصية جديده تستطيع العيش في عهد التغيير وفشل أكثر من مرة وفشل بعض ماسحي أحذيته في تلميعه بطريقة جيدة.
وتبقى كل التصريحات الاعلامية وتلك التي أدلى بها بعض السياسيين وأكدوا دور قوش الإيجابي هي مجرد هطرقات وأدوار ثانوية في مسرحية باهتة لا تفيد قوش بشئ سوى انها تفتح باب الشك الذي يجعل آخرين يجتهدون لكي يثبتوا العكس وقد حدث.
وتصريح ناسف في حوار أتوقع سيكون مميزاً ومختلفاً لجلال الشيخ لصالح الانتباهة والذي قال قوش لم يفتح”البوابة الغربية” للمتظاهرين و أزاح فيه عضو المجلس العسكري السابق، جلال الدين الشيخ، الستار وبدّد ما راج عن ترجيح مدير الأمن آنذاك صلاح قوش لخيار الانقلاب على البشير، وفتح البوابة الغربية للمتظاهرين، ونفاه بشدّة وأضاف” لم يحدث.
هذا التصريح وحده من جلال الشيخ الرجل الضليع في جهاز الأمن ونائب قوش والمقرب منه والأدرى بكل صغيرة وكبيرة الذي لن تغيب عليه شاردة وواردة، ولن يفوته قرار او موقف من قوش الا ووصل علمه وتسلل الى بنك معلوماته الآنية التي تتدفق بالثانية والدقيقة ناهيك عن موقف عظيم كهذا في معناه وفي خطورته خاصة في وقتها قبل سقوط النظام موقف من مدير جهاز أمن البشير يتخلى عنه وينحاز الى الشارع لن يمر على أصغر رتبة في الجهاز ناهيك عن رجل مثل جلال الشيخ.
لذلك يبقى التدليس وسرقة المواقف أخطر من سرقة أموال البلاد ونهبها وجلال ان لم يقل شيئا آخر في هذا الحوار لكفانا، لأنه بذلك سيكون طوى ذلك البساط الأحمر الذي حاول بسطه الأغبياء على بلاط ساحة القيادة محفوفاً بالزهور والورود ليأتي قوش ويمشي عليه كنجوم هوليود في حفل تربيكا السينمائي بوجه جديد ولكن بعض الزهور لاتجدي نفعاً كتلك التي توضع على صندوق جنازة محنطة، ماذا تفيدها رائحة الفل والياسمين الطيبة..؟
وبعد أن شهد شاهد من أهلها هل سيخرج علينا احد بعد ذلك ليحدثنا عن بطولة قوش الزائفة وهل هناك من هو أدرى من جلال أم ان مواسم إطلاق البخور للرجل مازالت مستمرة رغم ان أصحابها يعلمون انها ماهي الا دخان يضيع هباء منثورا في الهواء.
طيف أخير:
في وقت الخداع العالمي يصبح قول الحقيقة عملاً ثوريّاً
الجريدة

صباح محمد الحسن

Exit mobile version