المتابع هذه الايام لعدد القتلى وانواعهم في بلادنا يصاب بحزمة من المشاعر المتداخلة ما بين الاسف والحزن والقلق والخوف والغثيان والاشفاق والمذلة . لقد أصبح الجميع يصمون آذانهم ويغمضون أعينهم عن طوفان الموت المجاني وإغراق الارواح في برك العدمية الآسنة الغارقة في شح النفس وتحريض الشيطان.ان معرض الاثام فيه كل أنواع القتل منذ فجر البشرية وقد أضاف اليه السودانيون بإبتكارهم المعهود الكثير من الانواع والامثلة والصرعات .
قتلى صفوف الخبز
قتلى الصراع القبلي
قتلى الصراع الطبقي
قتلى الصراع المناطقي
قتلى الصراع المذهبي
قتلى صراع الاراضي والمشروعات
قتلى المواتر والخناجر والسواطير
قتلى الموت العبثي في “سفه” أو “فكه” أو شتيمة عابرة
قتلى الصراع في سبيل حبيبة نافرة أو زوجة متمردة
قتلى بيوت الأفراح باستجلاب المأساة بالملهاة
قتلى المدن – الجنينة – كسلا وأخريات
قتلى الخلاوى
قتلى الحقد السياسي
قتل الانتقام والاعتصام
قتلى المخابرات وخلايا دول الجوار
قتلى المطبات والتخطي في طرق المرور السريع
قتلى إهمال اقسام الحوادث والمشافي
قتلى إنعدام الادوية المنقذة للحياة
قتلى إحتراق الحشي وشق الغبينة
قتلى الغابة والدهّابة
قتلى ارساليات ومتمردي البابا
قتلى العيون التي في طرفها ضجر
قتلى الاعتراض والاغتصاب
قتلى الاطفال وسحق الآمال
قتلى العرقي الداشر والسم الهاري
قتلى إنعدام مصل العقارب والثعابين
قتلى الشاحنات والكلمات الجارحات
قتلى الايادي المأسورة والاحزاب الماسورة
قتلى المهاجرين عبر البحار
قتلى الليل والنهار
لقد أدمن الجميع كل أنواع الموت في سبيل الحياة المرتخصة والرخيصة وامتنعوا عن الرحيل الرائع والموت أو الحياة في سبيل الله . ان المتأمل لعدد القتلى وأنواع القتل والموت والاغتيال يتأكد بأن هذا الشعب النبيل الكريم قد انهار تماما وتدحرج صوب الهاوية وأن هذه البلاد النبيلة الكريمة البكر قد سقطت الا من التماعة أمل بعيد . أما حكومة المحاصصة وغرباء المنافي فهي وحدها التي ظلت معلقة علي خيط السقوط وقد إستحقت كل أسبابه ومستحقاته بجدارة لكنها ظلت متأرجحة وسط دهشة أهل الداخل والخارج لم تسقط بعد ولايملك أهل التفسير لذلك إلا عبارة شرف الكلام (إن الذئاب طويلة الاعمار ) .
حسين خوجلي