قوى التغيير وإسرائيل

من المفترض أن يعود اليوم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى الخرطوم قادماً من أبوظبي التي يجري فيها مباحثات رئيسية متعلقة بآخر الخطوات الإجرائية لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب والتطبيع مع إسرائيل..

الشاهد أن موقف رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الداعي إلى عدم خلط الملفين مع بعضهما يبدو منطقياً، فواشنطن وضعت شروطا محددة لرفع اسم السودان من القائمة السوداء آخرها دفع التعويضات، ويبدو أن الخرطوم نفذت الشروط وأوفت بمعظم المطالب، وما عليها إلا دفع بقية الأموال لمغادرة القائمة..

ويبدو أن برهان يبحث خطوة ما بعد الرفع من القائمة.. ما هي مكاسب التطبيع..؟!

الداخلي الأمريكي يتحدث حالياً عبر بعض وسائل إعلامه عن رفع العقوبات وما ينتظر السودان من فوائد إن قام بإصلاحات اقتصادية، وللأمانة يبدو أن السودان حقق في هذه الإصلاحات “صفراً كبيراً”..!
موقف السودان أنه أوفى التزاماته ولا يجب الضغط عليه لتوقيع سلام مع إسرائيل.. “إزالة اسمه أولاً ثم التفاوض مع إسرائيل لاحقاً”.

ورغم حالة الضعف والهشاشة والفشل المحيطة بالحكومة السودانية، لكن الحاضنة الداعمة للحكومة لا تتحدث عن هذا المبدأ، إنما تلجأ لاتجاهات أخرى، مثلاً أنها غير مفوضة للتطبيع وأنه لم يتم تشكيل مجلس تشريعي بعد، كما أن الموقف من القضية الفلسطينية “ِموقف مبدئي” لا يخضع للمزايدات على حد قولهم..

الحاضنة السياسية للحكومة، قوى الحرية والتغيير، التي تتحدث عن المبادئ، لم تعد مؤهلة لدى الشارع للحديث عن ذلك، ليس لأنها فشلت في الحكم والإدارة عبر من رشحتهم وابتعثهم، لكن لأنها صمتت عن الحق في وقت الشدة والحاجة، وغلبت مصالحها الحزبية الضيقة على مصالح الوطن الكبيرة في مسائل عديدة باتت مكشوفة.

الأحزاب التي خرقت الوثيقة الدستورية في أكثر من 20 بنداً تخشى من الخرق في بندٍ واحد..!

فشلت هذه الحاضنة حتى في كسب تأييد الشارع بأن يكون ضد التطبيع مع إسرائيل، لأنها لم تلجأ للحديث عن قلة فوائده وكثرة مضاره، إنما لأنها لجأت للحديث عن المبادئ والأخلاق، وفاقد الشيء لا يعطيه..!

إنها فرصة جديدة تتاح للسياسيين والأحزاب الفاعلة، بأن توضح وتحلل وتعتذر وتقدم المعلومات وتسرد الحقائق بعيداً عن الرياء الذي بات يضر ولا ينفع..!

لينا يعقوب
السوداني

Exit mobile version