بعيداً عن السياسة وخلافاتها اود ان اسأل مديرة جامعة الخرطوم د.فدوى، ما إذا كانت تعلم أن دفعة 2012 في كلية الطب بجامعتها لم تتخرج حتى الان؟!
هل تعلم ان دفعة 2014 في كليات الطب خاصة في الجامعات الخاصة تخرجت وانتهى خريجوها من مرحلة الامتياز بل واجتاز بعضهم امتحان (الريجسترار) او الجزء الاول من التخصص (نواب الاختصاصيين) بينما طلاب الجميلة المستحيلة الذين دخلوا بمعدلات عالمية تزيد عن 94% لا يزالون يرزحون تحت رحمة نظام عقيم يخرج الطالب في ست سنوات تمتد احياناً الى اكثر من ثماني سنوات كما حدث لدفعة 2012 جراء الاضطرابات السياسية والجوائح الأخرى بينما كل او معظم الجامعات الحكومية والخاصة الاخرى التي يقل طلابها من حيث المستوى الاكاديمي عن طلاب طب الخرطوم يتخرج طلابها في خمس سنوات؟!
الا تعلم ان طلاب طب الخرطوم يستحقون اكثر من غيرهم، جراء تفوقهم الاكاديمي، اختصار سنوات الدراسة بدلاً من زيادتها وتأخيرها؟!
الا تعلم ان من يتخرجون من جامعة الخرطوم بعد كل هذه السنوات الطويلة لا يختلفون من حيث المعاملة ممن تخرجوا من الجامعات الاخرى في القبول في الامتياز او غيره، وان من تخرجوا من الجامعات الاخرى في سنوات اقل ينتشرون في السودان ودول الاغتراب ويباشرون عملهم بكفاءة واقتدار مع رصفائهم من خريجي الخرطوم الذين يكبرونهم عمراً ؟!
هل تعلم د. فدوى أن بعض المغتربين اكتشفوا ذلك الخلل الاكاديمي وادخلوا اولادهم المؤهلين لدخول طب الخرطوم في الجامعات الخاصة رغم كلفتها الباهظة ومستواها المتدني رافضين ايقونة التعليم الجامعي ومفخرته في السودان بسبب نظامها الاكاديمي العقيم؟!
ألا يكفي ما يخصمه الاضطراب السياسي وتمردات بعض الطلاب المستغلين من بعض الاحزاب السياسية، الا يكفي ذلك عقاباً لطلاب يعتبرون بكل المعايير خلاصة الخلاصات التي يجود بها المواطن السوداني على مهنة الطب؟!
اقولها وقد عانيت وكثر ممن تأخر ابناؤهم جراء نظام عقيم يسود ام الجامعات السودانية إن الامر يحتاج الى ثورة حتى تظل محبوبتنا في القمة وحتى ترتقي الى المكان الاكاديمي الذي تستحقه في السودان وفي العالم اجمع.
اما بالنسبة للسياسة فكلمة او كسرة صغيرة اقولها ناصحاً لدكتورة فدوى.. انتِ مديرة لكل الطلاب بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية فهلا وضعت نفسك على مسافة واحدة من جميع الطلاب والتنظيمات السياسية احقاقاً للحق واعمالاً لقيمة العدل وتجنباً لتطفيف المكيال والميزان وانتصاراً للمبادئ وذلك لكي تحفظي لنفسك مكاناً في التاريخ؟
يا حمدوك : للدين رب وشعب يحميه
عجبت أن رئيس الوزراء حمدوك قال بدون ان يطرف له جفن، إن ما سماه بالمؤتمر القومي الدستوري سيناقش علاقة الدين بالدولة!
حديث حمدوك جاء في مداخلة له خلال جلسة تفاكرية لمنظمة السودان للتنمية الاجتماعية.
مرة أخرى (يعك) حمدوك ويتدخل فيما لا يعنيه (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق)، بذات الطريقة التي انتهجها عندما شد الرحال الى اديس ابابا ليبرم اتفاقاً اطارياً سرياً وخطيراً ومضحكاً مع الحلو يفصل الدين عن الدولة رغم ان تلك المناسبة الخطيرة لم يحضرها احد من الدولة السودانية بينما شهدها عراب ذلك الاتفاق الخواجة الامريكي الاستعماري ديفيد بريسلي!
لا احتاج الى ان اذكر مرة اخرى بما فعله حمدوك وهو يطلب الوصاية الدولية على السودان بخطاب سري كتبه السفير الاستعماري البريطاني عرفان صديق!
يا حمدوك متى تلتزم بحدود تفويضك وتعلم انكم مجرد حكومة تصريف اعمال اختطفها الحزب الشيوعي بمكر وخبث وخداع، ولا احد كائناً من كان يحق له ان يختطف ويسرق ارادة الشعب السوداني ليقرر في القضايا المصيرية التي لا يجوز لحكومة انتقالية عابرة وغير مفوضة شعبياً ان تقضي فيها (والني للنار) ولا يصح الا الصحيح وكل (الخرمجات) الحاصلة الآن لن تدوم ، وسرعان ما تعدل او تلغى متى ما انقشعتم من حياتنا وغادرتم الى دولكم الاجنبية!
كوش نيوز