التهنئة للسودان أمة وشعبا وحكومة انتقالية، حمدوك والبرهان

التهنئة للسودان أمة وشعبا وحكومة انتقالية، حمدوك والبرهان.
والشكر لأصدقاء السودان السعودية والامارات، والاتحاد الأفريقي وجيران السودان وبالذات إثيوبيا على الوساطة التي منعت انفجار الأوضاع وهيئت للعلاقة بين الشقين المدني والعسكري والتي يجب أن تقود لتحول ديموقراطي ونهضة اقتصادية.
والتهنئة الخاصة جدا لوزير الخارجية، عمر قمر الدين، والسفير نور الدين ساتي أول سفير سوداني يعتمد بعد أكثر من عقدين من الزمان.

لاشك أن التطور نحو علاقات طبيعية مكتملة مع الولايات المتحدة الأمريكية إنجاز كبير، ولا شك أنه لو تكللت المساعي بالخروج من قائمة الإرهاب وكل المطبات والإشكالات الأخرى سيكون أكبر عائق سياسي خارجي أزيل، وهو إنجاز يبعث روحا من التفاؤل والتفكير الايجابي.
أهم شيء ألا يعتقد الناس أن هذا الإنجاز في حد نفسه “مصدر نجاح”.

هو إزالة عائق خارجي، لكنه لا يقوم من تلقاء نفسه بإزالة عوائق داخلية، هذه مهمة مختلفة تماما، مهمة وطنية داخلية صميمة يقل فيها دور الخارج تماما.

توجد دول لم تدخل قائمة الإرهاب أصلا ولا عقوبات عليها، ولا توجد إشكالات في علاقاتها الخارجية مع كبار العالم، ولكنها رغم ذلك لم تتطور اقتصاديا وظلت قابعة في حلقة خبيثة داخلية من الصراعات، أو فشلت اقتصاديا بسوء الإدارة رغم وجود موارد.

السؤال دائما يطرح نفسه للحكم على الأداء العام “هل تم استغلال وتوظيف الفرص القليلة المتاحة بنجاح أم أضيعت بسوء أداء تنفيذي وأخطاء في صناعة القرار أو تضارب مراكزه؟” اذا كانت الاجابة، لا لم يتم الاستغلال وضاعت الكثير من الفرص، يجب معرفة الأسباب الداخلية الحقيقية قبل المبالغة في التفاؤل بتوفر مزيد من الفرص الخارجية.

يجب ألا يتم تضخيم أي إنجاز خارجي لتصل الرسالة الخطأ للمواطن وكأنه خلال أسبوعين سيرى سودانا مختلفا، وأن هذا الإنجاز هو الفرج الذي كان ينتظره.

بهذه الطريقة سيحاكم المواطن قيمة الإنجاز بما ينعكس على معاشه فورا، وقد حدث هذا في تضخيم إنجاز مفاوضات المرحلة الأولى مع واشنطون والذي تكلل برفع العقوبات الاقتصادية. وهو قرار حقيقي واتاح فرصا أوسع ولكن لم يتم استغلالها وتوظيفها ولم يحصن الحكومة التي قامت به من السقوط.
لنختصر هذا الكلام بالمثل “الفالحة من هزة كانونها بتتعرف”.

شرح لأصدقاء السودان: “الطباخة المهارة تتعرف عليها بمجرد الطريقة والثقة التي تمسك فيها موقد الفحم الصغير وتهزه.”
هي لا تحتاج إلى فيلا في “قاردن سيتي” أو أن توفر لها مطبخ خمسة نجوم وأنواع مختلفة من المواد.
بالفحم والكانون وبصلتين و”قبضة لحمة” و “رشة بهارات” تصنع طبخة شهية لو كانت أصلا فالحة.
والتي لا تنجح بالقليل لن تنجح بالكثير.

لذلك .. ازالة العوائق الداخلية بوضع الخطط السليمة واتخاذ القرارات الصحيحة، وإسناد المسئوليات لرجال دولة تنفيذيين مناسبين لمواقعهم هو الذي يحدد النجاح من الفشل.

بقلم
مكي المغربي

*الصورة اعلاه
سفير السودان في الولايات المتحدة الامريكية نور الدين ساتي، يقدم أوراق اعتماده رسميا للرئيس دونالد ترامب

Exit mobile version