الشفيع الخضر هو ابن جلدتي شايقي كامل الدسم هو من عندينا علي طريقة اهلنا النوبيين نصفه في الزومة ونصفه الأخر عندنا في القرير الكري الصلحاب اثار بلبلة وهرجلة وزعرا في أوساط الشيوعيين حينما هم بقيادة الحزب المعتق ولكن انبرت له مجموعة خاصة كوماندوز الحزب الشيوعي فالقوا بالشفيع خارج الحلبة وسمعته متوسلا في ندوة بدار النؤتمر السوداني ان يتركوه لحاله مرددا مقولة لشيوعي سابق فقد برع الشيوعيين في اغتيال الشخصية وتدمير الخصوم ولم ينجو من ذلك احد الا ان الحزب في عهد الاستاذ محمد ابراهيم نقد التزم الصمت حيال الكثيرين الذين خرجوا منه ولم يخرجوا عليه.
لا أنسي للرفيق الشفيع انه زارني في منزلي مرتين احداهن ضمن وفد كريم من الحزب الشيوعي السوداني لاداء واجب العزاء في وفاة زوجتي وقد رويت لهم زيارة عبود وبرجنيف لمشروع الجزيرة ولما مروا بخيمة عزاء في الجزيرة امر عبود السائق بالتوقف ونزل كل من الرئيسين ومد عبود يديه بالفاتحة وجلسا في سرادق العزاء ثم انهمرت بعد حين موائد الطعام علي المكان واكلا حتي شبعا وشربا الشاي من بعد ان احضر الطست الصغير والابريق لغسل ايديهما ثم اتجه عبود الي مكان الكشف ودفع مساهمته وهنا ساله بريجنيف هل دفعت قيمة الطعام فشرح له عبود عادات السودانيين في ذلك فعلق بريجنيف بانهم يطبقون الشيوعية طيلة هذه المدة من اجل الوصول بالمجتمع السوفيتي الي هذا المستوي يقصد التكافل الذي يعيشه السودانيون في هذه الاثناء كانت قد وضعت امامنا صينية الغداء فنادي الشفيع في القوم يلاكم قوموا نمارس الشيوعية.
لاشك ان الشفيع خضر قد تيتم من بعد رحيل نقد مثلما تيتم صديقي ياسر عرمان من بعد رحيل قرنق واصبح الشفيع مكشوفا وفي العراء تتقاذفه امواج الحزب الهائجة فمرة تصعد به موجة الكنين ومرة اخري تهبط به موجة امال جبرالله والحزب شديد الحساسية تجاه الانقسامات والتكتلات فقد تجرع في ذلك المر والسم الزعاف.
تمتد وشائج من التقدير والاحترام مابين الشفيع الخضر ومابين زميله في كلية الطب بجامعة الخرطوم الطيب ابراهيم محمد خير حتي ان الشفيع لايرضي ان يسئ احد الي الطيب وينعته باحسن الاوصاف وقد يفهم ذلك في اطار العلاقات الانسانية بعيدا عن الانتماءات السياسية ولكن حساسية الشفيع تجاه اي اساءة للطيب وتبريره لافعاله وممارساته وهو يتقلد المناصب تجعل من الشفيع عاطفيا اكثر من كونه موضوعيا وهذا مايفسر علاقته بحمدوك والتي لربما فيها البعد الانساني طاغيا علي البعد السياسي.
الشفيع الخضر هو الان عراب الفترة الانتقالية شئنا ام أبينا وهو لايتحدث كثيرا في القضايا الدينية وله موقف من الماركسية الا ان الغموض الذي يكتنف علاقاته الداخلية والخارجية يجعله في موضع اتهام واعلم ان بينه وبين السيد الامام الصادق المهدي تنسيق بل تحالف لربما يتمخض عنه شكل سياسي جديد والحاج وراق في ذلك اقرب فهل يصير حزب الامة ملاذا ومثابة وأمنا للشيوعيين الذي لفظهم الحزب ليتلقفهم خزب الامة. وهل مايزالون يؤمنون بالرجعية والتقدمية.
حين زارني الشفيع خضر قبل الثورة في منزلي علمت انه ليس لديه ادني حساسية تجاه القوات المسلحة بل العكس من ذلك انه من مؤيدي ومناصري الجيش السوداني ولايتناقض ذلك مع الدعوة التي وجهها السيد الامام الصادق المهدي عبر اول حوار اجريته معه لصحيفة السوداني الدولية بعذ خروجه من السجن انه يبحث عن صيغة موائمة مابين الشرعية والسلطة ويقصد مابين الجيش والديمقراطية.
بقلم عمار محمد ادم