لم يعد استهداف الثورة و حكومتها الانتقالية من قبل الفلول والثورة المضادة قاصر على احداث عز الازمات في معائش المواطنين والمضاربة في بيع و شراء الدولار والعملات الحرة و تهريب قوت المواطنين من دقيق ، سكر وزيوت والوقود. تعدي الاستهداف الى تهريب اهم سلع صادراتنا الرئيسية المتمثلة في الذهب و الصمغ، رغم أن هنالك قوات أمنية منوط بها ملاحقة هؤلاء المخربين وشل نشاطهم و تحجيم قدراتهم و توقيفهم، إلا أن ما نشهده من نجاحات حققتها الشرطة يحتاج لدعم من بقية الاجهزة الامنية التي تمتلك قاعدة بيانات ضخمة لشبكة مخربي الاقتصاد الوطني، عدم تجاوب جهاز الامن و المخابرات بالشكل المطلوب يوجه أصابع الاتهام لهذا الجهاز بأنه يتواطأ بسكونه و عدم تصديه للفلول و المعارضة وأن أي مآلات تهدد الثورة و حكومتها سوف لن يستثنى منها جهاز الامن و المخابرات و ربما يؤدي ذلك الى إضعاف هيبة الجهاز تؤدي للمطالبة بحله وبالتالي تخسر الدولة السودانية جهاز أمنها كما حدث عقب انتفاضة مارس ابريل.
الحقيقة التي لا خلاف حولها، استهداف الثورة و حكومتها يتم بمنهج واسلوب أمني يقوم عليه خبراء عملوا في جهاز الامن أو ما يزالوا يعملون و كل ذلك يتضح من استنفار كل عناصرهم التي كانت مخترقة القطاع الاقتصادي لتوفير المعلومات الكافية حول مافيا تجارة الدولار الذين كانوا يتعاونون مع النظام السابق بواسطة عناصر أمنية و كذلك اخترقوا الصناعات التحويلية وصناعة المواد الغذائية وكل مرفق يرتبط بقوت المواطنين الذي يشهد الآن ازمات تتفاوت بين الحقيقة و الخيال و هنالك اصابع خفية تقوم بافتعال الازمات و التلويح بها حتى تتفاقم وقد بدأت الاشاعة تلعب دور أساسي في توصيل العديد من الرسائل لتجار الازمات لإحكام الخناق علي المواطنين وقد بلغت بهم الجرأة ، التحرك بمنتهى الحرية والامان يرفعون في اسعار الدولار بشكل جنوني بدون أي تبرير عقلاني مما حير خبراء الاقتصاد الذين فسروا حالة (الدولرة) الراهنة بأنها تراخي أمني الغرض منه اسقاط الحكومة التي لا أمن يحميها و يحمي مواطنيها مما يحدث وقد شهد الجميع اغلاق عدد من المتاجر و المصانع ابوابها بعد أن امتنعوا من البيع بحجة ارتفاع الدولار الذي تتحكم فيه شبكة المافيا ذلكم الاخطبوط الذي أطبقت أذرعه على كل اوردة و شرايين النشاط الاقتصادي حتى تتوقف الحياة تماما من اجل اسقاط الحكومة.
المعارضة وفلول النظام المباد يتحركون في كل الاتجاهات لاحداث الازمات وإستغلال ظروف الخريف والفيضانات في تأليب المنكوبين على الحكومة، الخطة التي تعتمد عليها الفلول هي استغلال وسائط التواصل الاجتماعي بخلق منصات معادية لتوجه الحكومة خاصة بعد ازمة كورونا التي عطلت الصحف وتوزيعها، لجأت الفلول و عناصر الثورة المضادة الى تسخير الكتيبة الالكترونية المعروفة باسم (الدجاج الالكتروني) في بث السموم المعلوماتية عبر الفبركة والتزوير و تسخير مواقع التواصل الاجتماعي التي تسللت اليها عناصرهم ليصبحوا محاور ارتكاز لبث السموم و الاشاعات و اختلاق الاكاذيب و الاخبار الضارة و التشويش على المواطنين و كل الاساليب الامنية المتعارف عليها بأنها من صميم اختصاصات الاجهزة الامنية. لاستغلال مواقع التواصل هذه تم تشجيع بعض العناصر الامنية و بعض القيادات بتكوين مواقع الكترونية خاصة بالسكن و العمل و مواقع جهوية و أخرى إجتماعية كلها تعمل وفق قاعدة بيانات مركزية تمد المشرفين على هذه المواقع بمواد متنوعة عن الراهن جاهزة للصق فقط كلها مواد تعمل على التشويش و غسل الادمغة و التضليل يعدون لك حادثة حديثها بشتى الموضوعات المتشابهة في كل المواقع التي يتحكمون في الاشراف عليها و قد لاحظ البلوغرز و القراء و اعضاء القروبات تشابه المواضيع في كل القروبات خاصة بما يتعلق بمحادثات سلام جوبا و التطبيع مع اسرائيل و محادثات حمدوك الحلو و حول العلمانية و حاليا طوارئ الفيضانات وكلها مواضيع محولة من قاعدة بيانات الدجاج الالكتروني المشحونة بالاكاذيب و الاثارة و التضليل لكل المواقع التى يجب أن يفطن أعضاءها لهذا التخريب الذي يدخل ضمن جرائم المعلوماتية و هذه جبهة لابد للحكومة التصدي لها وفقا للقانون.
الجريدة
حسن وراق