* بين برنامج صيام يوم الاثنين… وشباب المقاومة بمدينة عطبرة
* قررنا نحن مجموعة من المتعارفين أن نحي سنة صيام يوم الاثنين.. وان نصاحب صيام هذا اليوم بمحاضرة دينية بعد الإفطار مباشرة حتى صلاة العشاء.. وكنا نستدعي بعض المشايخ ليشاركوا في هذا الإفطار ويلقوا علينا المواعظ.. .
بدأ هذا البرنامج قبل خمسة عشرة عاما وإستمر إلى يومنا هذا.. وكان كل فترة يستقبل منضمين جدد لاتفرقنا الانتماءات الحزبية ولا الطوائف الدينية ويجمعنا صيام الاثنين.. لذا أطلقنا على هذه المجموعة “جماعة صيام الاثنين”.. وقد إخترنا دار جمعية القرآن الكريم بمحلية عطبرة بحي الحصاية جنوب لتكون مقرا لهذا البرنامج.. لموقعها وسط المدينة وعلى شارع الشهداء الريئسي.. وقد سمحت لنا إدارة الدار بذلك
* إستمر هذا البرنامج طيلة هذه الفترة الطويلة لايحمل صبغة سياسية ولا تيار ديني محدد.. وليس له علاقة بالسياسة لامن قريب ولامن بعيد بل هوبرنامج روحي دعوى.. َحتي أبواب الدار المطلة على الشارع تظل مفتحة على مصراعيها تدعو المارة للاشتراك في هذا البرنامج… وكثيرا مايمر عابري الطريق ليدخلوا الدار للصلاة أو لحضور الدرس؛؛
* في يوم الاثنين أول أمس حضرنا كالعادة لدار الجمعية وبعد أن تناولنا إفطارنا وصلينا المغرب.. وبداء شيخنا في إلقاء الدرس علينا حيث كان يتناول دروس وعبر من سورة يوسف إذ اقتحم علينا مجموعة كبيرة من شباب المقاومة وهم يحملون الشعارات واللافتات المعبرة عن تجمعهم.. جاءوا من مختلف أحياء عطبرة المتباعدة.. من حي الشرقي.. وحي المطار.. والموردة بالإضافة إلى إحياء الحصاية جنوبا وشمالا.. جاءوا وهم يرددون الهتافات وبصفوننا بالكيزان الحرامية.. وبإخون الشيطان.. وكثيرا من العبارات المبتذلة والجارحة.. والشتائم والالفاظ المسيئة.. ثم التحرش بنا.. وإقترح أحدهم أن يرجمونا رجما بالحجارة ونحن في مجلسنا هذا.. ثم قاموا بدلق الماء البارد والعصير المعد للصائمين على الأرض… و طالب أحدهم بمفاتيح السيارتين لأحد الحضور أو سوف يقومون بإحراقهن.. ولكن تراجعواعن ذلك.. كنا نحن الحضور لهذا الإفطار عدد17 شخصا من بيننا 8 شيوخ عمرهم مابين السبعين والخامسة والسبعين في سن المعاش.. هؤلاء الشباب لم يرواعوا لهؤلاء الشيوخ إعتبار.. ولا إحتراما وقذفوهم بارداء العبارات.. ويشيروا إليهم باصابعهم أمام اعينهم.. وإمعانا في الاذلال والتشفي أوقفونا صفا على ارجلنا لفترة طويلة.. وبيننا شيوخ لهم وزنهم الاجتماعي والديني.. والاعتباري ولم يسمحوا لنا بالجلوس ومن
.. ثم فتحوا بلاغاضدنا في قسم شرطة الحصاية تحت المادة إثارة الكراهية ضد الدولة بهذا الاجتماع الذي وصفوه بالسري..ثم استدعوا احد افراد الشرطة.. واوقفونا صفا وادخلونا السيارات بصورة مذلة ومهينة وسط الهتافات والصراخ الجائر… وسارواخلف هذه السيارات إلى قسم الشرطة.. وقاموا بالتظاهر أمام قسم الشرطة إلى أن ادخلونا الحبس وهم فرحين.. مسرورين.. ومن بيننا الشيوخ الذين الذين يعانون من الأمراض المزمنة كمرضي السكري وضغط الدم… والربو.. ودخلنا الزنزانة ونحن عددنا 17 شخصا بالإضافة خمسة أشخاص كانوا موجودين قبلنا.. ووسط هذا الوضع قضينا ليلتنا الطويلة بدون نوم… ولكن لم ينقطع دعاؤنا لله في هذا الوضع الذي نحن فيه.. وأكمل لنا شيخنا الدرس الذي بدأناه بالدار عن قصة يوسف وهوفي السجن إلى أن خرج منه وزيرا
* وهنا لنا وقفة مع إدارة القسم من مدير القسم.. وأفراد الشرطة المناوبين على حراستنا بقسم شرطة عطبرة بحي الحصاية لما وجدناه منهم من أحترام وتقدير وتهيئه المكان لأداء الصلاة.. وتوفير الماء البارد في كل الأوقات.. والسماح للشيوخ بالاتصال بذويهم لإحضار العلاجات اللازمة
* هكذا وصل الحال بشبابنا إلى هذا المستوى من التربية.. وسوء الأدب.. و عدم إحترام اباؤهم وجدودهم.. وكان من بيننا شيخ تجاوز عمره ال95 عاما ولَم يسلم من اذاهم…
* ونحن في هذا الحال ننتظر من الله مزيدا من الأزمات.. والغلاء.. والبلاء.. والوباء.. فما أصابنا.. ويصيبنا الابسبب ذنوبنا. ومن بينها أخلاق هؤلاء الشباب..
* فلعمري ماضاقت بلاد باهلها
أ. ولكن أخلاق الرجال تضيق
* ولايسعنا الأ ان نقول… حسبنا الله ونعم الوكيل… والله المستعان
شهادة الشيخ قمر الدين السراجابي