مايحدث في السودان اليوم يفوق توقع كل خبراء الاقتصاد في العالم .. لايمكن لأي مؤسسة مالية متخصصة أن تتنبأ بما سيؤول إليه تيرموتر الوضع الاقتصادي في بلادنا ..
نقترب وبسرعة دراماتيكية من خانة دولة خارج التصنيف وفق معايير التعريف العالمي لإقتصاديات الدول بطول الدنيا وعرضها ..
هل يُعقل أن تتحكم قروبات الواتساب في سعر الدولار الذي يزيد سعره مثل عداد الثواني ؟!
ليس غريباً أن تقف حكومة الثورة المصنوعة مكتوفة الأيدي .. يتعجب المرء كثيراً ويتساءل : هل كان وزراء الحكومة الحالية ومن بينهم وزيرة المالية .. هل كانوا ناجحين في حياتهم الخاصة ومجالات عملهم العامة في المنظمات والمؤسسات الغربية التي كانوا يعملون بها ؟!
لايمكن تصديق أنهم احرزوا قدراً من النجاح في الخاص والعام ومايؤكد هذا طريقتهم المدهشة في الإصرار علي الخطأ .. وركوب الراس !!
مماقرأته في مذكرات عميل أمريكي سابق كان من الذين تسببوا في كارثة إنهيارالإتحاد السوفيتي قوله إنه كان مكلفاً بتصعيد الفاشلين لإدارة أعلي المناصب في الدولة حيث كان يختار أسوأ المتقدمين في ( short list) لأي وظيفة قيادية .. وأي وظيفة حساسة !!
وحالنا اليوم لايختلف عن حال الإتحاد السوفيتي قبل الإنهيار العظيم حيث كانت قيادات الحزب الشيوعي المرتبطة بالمخابرات الأمريكية تؤدي دورها علي أكمل وجه بحرصها علي تقديم الفاشلين والإصرار علي بقائهم في مواقعهم رغم أنف كل شعب إمبراطورية روسيا التي تفرّقت أيدي سبأ !!
هل سمعتم وزيرمالية دولة في العالم .. أو أي مسؤول مهما كانت درجته أو خبرته يتحدث جهراً وبالصوت والصورة عن تأخير صرف رواتب جنود الجيش والقوات النظامية في دولته ؟!
هذا ماقالت به وزيرة مالية حكومة حمدوك والتي ساعدت في تصاعد سعر الدولار بطريقته الجنونية الحالية .. قالت إن الصعوبات الاقتصادية الحالية ربماتؤدي لسقوط الحكومة !!
هنا سيتوقف من يفكرون في دعم وسند هذه الحكومة التي اختارت بوعي مقصود أو جهل غير مقصود أن تمضي لحتفها وبهذا تسهّل مهمة القوي الإقليمية والدولية التي قررت خنق حكومة الشيوعيين وجرها إلي الغرق الذي سرّعته فيضانات وسيول لم يشهدها السودان منذ مائة عام وتتعامل معها حكومة فاشلة لم يمر أضعف منها علي السودان طوال تاريخه !!.
عبد الماجد عبد الحميد