• نزول الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش امس متفقدا لأحوال المواطنين المتأثرين بفيضان النيل وإن كان أمرًا طبيعيا وواجبا يقوم به المسئول تجاه المواطنين خاصة في ساعات المحن – إلا انه في عهد هذه ( الجبّانةالهايصة ) يعتبر أحد مؤشرات خطوات تسعي لإعادة ترتيب هذا المشهد القاتم الأفق ، والمحبط للآمال ، والناسف للتطلعات الذي نعايش ـ من جديد .
• كان الأولي و ( الأول ) المفترض بالنزول ـ كما قالت العديد من الأقلام ـ هو رئيس الحكومة التنفيذية الذي يعين المسئولين والذي يمسك بالميزانيات والذي يمنح الصلاحيات ، وهو واجب محتم عليه لأن داعيه سببان أولهما : بث إحساس قرب ظل السلطة من مواطنيها في احلك ظرف يمكن ان يمر به المواطن وهو يفقد فيه المأوي والمتاع والمال وربما الارواح ، والسبب الثاني : هو الوقوف ميدانياً لا تقاريرياً علي تنفيذ الخطط العامة ( ان وضعت ) وخطط إدارة الأزمات ( إن وجدت ) وموقف صرف الميزانيات ( إن رصدت ) ـ وبذلك يثبت رئيس الحكومة تمتعه ببعض جوانب الكفاءة المتمثلة في الإحساس الإنساني والحس السياسي .
• ربما توقع المنكوبون ـ جراء الفيضانات والسيول ـ انه بنفس ( الهمة والحماس ) الذي حاصرت به مجموعة من لجان المقاومة منزل الصحفي جمال عنقرة بالحتانة في احد ايام عطلة عيد الأضحي الماضي للتحرش بضيوف عنقرة وعلي رأسهم الفريق الكباشي ، ان تهرع هذه اللجان بتوجيهات ( المنسقين ) لتلجم فورة النيل علي الناس وان توقفها عند حدها … او ربما ظن المتضررون من تسلل النيل الي منازلهم أن يسمعوا صيحات ( اصحي يا ترس ) من ( تراسة) الشوارع ـ اصحاب المجد واللساتك ـ وهم يتقافزون كفرسان توتي ( القلعوا البدل والقمصان ) ان ( يترسوا البحر خيرصان.. من شاويش ولي برقان ) ـ وأعني بالطبع هذه اللونية من أصحاب الشعارات واللايفات ، لا شباب ( الحواري ) ورجال مناطق الهشاشة الذي خبروا النيل وخبرهم في معارك فيضان سابقة ..
• الصحفيون والإعلاميون ومراسلو الفضائيات هم دوما علي أهبة الإستعداد ، ولو تسامعوا ان مجلسا مركزيا لقوي الحرية والتغير إكتمل عقده في منزل ( المناضل ) إبراهيم الشيخ بنفس تداعي مجلس ـ( كتمان النفس ) والتحفز ـ الذي عُقد ليلة زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماك بمبيو ، لمناقشة إعتداءات النيل ورفضهم للتطبيع مع الدمار والخراب ـ لكانت قنوات مباشر ومواقع ال (٢٤ ساعة ) كفيلة بنقل هذا الحدث التاريخي للضحايا والمنكوبين والمتضررين ، ( كتصبيرة ) لا ( تخديرة ) بأن قوي الحاضنة السياسية : لا تتحاصص ، او تتصارع ، او تتلاوم ( ولا يحزنون ) .
• ليس بالفيضان وحده يُنْكب السودان ـ مسلسل الأزمات الذي إستطال وبالطبع الذي لا يكتفي بمشاهدته بل بمعايشته مواطن هذا البلد المغلوب علي أمره ـ فهوه المنكوي بلهيبه في معاشه وأمنه وإستقراره وتعليم ابنائه وعلاج مرضاه ـ يبدوا أن حلقاته الأخيرة تتمنع علي القدوم رغم كثافة الرغائب ، وزخم الحوائج ، وإستنفاذ أكثر من حزمة من حزم ( الوقت بدل الضائع ) ويبدوا إن الوضع حاليا سيبقي علي حالة الإنهيار المتواتر هذه حتي إشعار آخر ، رغم ما ذكرت من مؤشرات إعادة الترتيب أعلاه ،، والي الملتقي .
✍️مجدي عبدالعزيز
// نشر بصحيفة ( السوداني) //
الأحد 30 أغسطس 2020 م