تقول الطرفة المصرية إن رجلاً اشترى مترين من القماش، ثم أخذ ولديه البالغين اللذين تجاوزا العشر سنوات إلى (الترزي) وقال له :
-عاوزك تعملي (جلابيتين) من المترين قماش دول للعيال.
فأجابه (الترزي) مندهشاً:
-ازاي مترين قماش يعملوا (جلابيتين) لولدين عندهم أكتر من عشر سنين..؟
-فقال الرجل مبتسماً: ياعم انت اسطى قد الدنيا وح تقدر.
-فقال الترزي : ياعم مش ح يكفوا.
– فقال له الرجل: بالفكاكة هيكفوا
انصرف الرجل وعاد للترزي بعد أسبوع فقال له :
-أها يامعلم عملتا الجلابيتين؟
-فقال له الترزي : طبعاً أهم اتفضل.
اندهش الرجل وفغر فمه لما رأى الجلابيتين وقال :
– إزاي أولادي الكبار دول ح يلبسوا الجلاليب بتاعة (النونو الرضيع) دي يا عم الأسطى؟
– فقال الترزي : بالفكاكة يلبسوهم.
من هذه الطرفة نفهم، معنى مفردة “الفكاكة” تماثل وتعني كلمة “الفهلوة” أو التذاكي عن جهل حيث يعتقد الشخص “الفكيك” أنه يستطيع عمل المعجزات وإيجاد حل لأي موقف مهما صعب وإيجاد مخرج له.
هذه القصة لها علاقة مباشرة بما يقوم به (العسكر) هذه الأيام فقد طلب منهم الكيزان ان يفصلوا لهم (عودة للحكم) دون أن يعطوهم القماش الكافي المتمثل في (الثقل الشعبي) مما جعل العسكر مهما حاولوا (التفصيل) من خلال ممارسة الضغوط (البقدرو عليها) وجدوا أن (المترين) شوية لتفصيل أي (تجمعات كيزانية) لإستعادة الملك المسلوب وأن مواكبهم التي يخرج فيها الأرزقية من (المفطومين) لا ترقى لإسقاط (ذبابة) !
العبدلله بصفته متابعاً للأحداث بدقة (خاتي) في بطنو (بطيخة صيفي) كما يقولون، ومتيقن تمام اليقين بفشل أي ترزي يحاول (تفصيل) أي (قماش) يعيد الكيزان إلى الحكم (بالفكاكة) أو بدونها وقد إعتقد القوم واهمين أن ما تشهده البلاد من إنفراط (متعمد) لعقد الأمن وأزمات معيشية هو الوقت المناسب لمسألة (فوضوني) تصحبها مواكب هنا وهنالك (والقصة خلصت) ولكن لم يجدوا قماشاً كافياً إلا (أمتارا قليلة) من الأرزقية والمنتفعين لا تكفي لستر العورة .
تظل المشكلة هي في تمادي القوات النظامية التي ترفض فرض الأمن تنفيذاً للخطة المعدة لذلك والتي تدفع البلاد ثمنه غالياً لها من أرواح وممتلكات بنيها، تعالوا معي نقرأ ما أفاد به أحد المواطنين كشاهد عيان على الأحداث التي شهدتها ولاية كسلا مؤخراً حيث قال: (الناس يقتلون والمتاجر تنهب وتحرق والفوضى تعم أمام نظر وسمع رجال الأمن الذين يتفرجون وكأنهم جثث بلا روح.. تقدمت من أحد الجنود وقلت له: لماذا لا تتدخلون وتوقفون هذه المحرقة؟ فرد الجندي قائلاً: هذه المدنية التي تريدونها.. جربوها.) انتهى حديث المواطن !
إلى متى تظل الأجهزة الأمنية ترفع يدها من الأمن ؟ إن كانت (اللجنة الأمنية) تعتقد بأن ذلك سوف يصب في إذعان المواطنين في نهاية الأمر بطلب (الأمن مقابل الحرية) فهذه أضغاث أحلام وهذا لن يحدث ولو فني كل هذا الشعب عن بكرة أبيه وعلى الأجهزة النظامية والعدلية أن تقوم بواجبها الذي أقسمت عليه حتى لا تنال غضب هذا الشعب الحليم فكل أول ليهو آخر كما يقولون (هو النظام الشالو الشعب ده كان نظام مدني) !!
كسرة :
حقو (الترزي المفوض) والناس الجابو ليهو القماش يعرف إنو الثورة دي (بالفكاكة) مااا بتنهزم !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ااا
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان).
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ).
الجريدة
الفاتح جبرا