حمدوك: بين التواضع والثقة والتفاؤل يستعرض اداء حكومته

وجد د. عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء الانتقالي نفسه في مربع نقد ذاتي صريح استعرض فيه بوضوح اداء حكومته خلال العام الذي مضى و اتسمت إفاداته في برنامج (مؤتمر اذاعي) الذي بثته اذاعة امدرمان الجمعة بالتواضع والثقه والتفاؤل.

التواضع تمثل في عدم التهرب من الاسئلة الصعبة والثقة إنبرت في قوة تعبيره عن الشراكة الثنائية بين المكونين المدني والعسكري اللذين يقودان الفترة الانتقالية في تناغم أدهش العالم، أما التفاؤل فقد ظهر في إفاداته بأن المستقبل القريب سيشهد التحول والعبور والتغير المنشود الذي ينتظره المواطن بعد مرور عام التأسيس والدخول في عام الانطلاق والتنفيذ.

كما تناول حمدوك ما يجرى على الساحة السودانية من حراك سياسى واقتصادى متناولا اداء لجان التحقيق واداء بعض وزراء الحكومة ومستعرضا الملفات المهمة التى تعمل عليها الحكومة كملف مفاوضات السلام بحاضرة دولة جنوب السودان وملف ازالة التمكين ولجان التحقيقات المختلفة والنزاعات والصراعات الاثنية التى نشبت مؤخرا بغرب وشرق وشمال البلاد والمجهودات التى بذلتها الحكومة فى حلها ولجنة الطؤارى الاقتصادية العليا وابرز انجازاتها والمجهودات التى بذلت لتخفيف اثار التضخم وارتفاع الاسعار خاصة على الشرائح الضعيفة وتقديم دعم نقدى مباشر شهريا لهم.

واشار حمدوك فى ذات الخصوص الى سياسية الحكومة في ترشيد الدعم والرفع التدريجى له حتى يستفيد المواطن مباشرة من الاموال التي تدعم بها الدولة بعض السلع كالوقود والدقيق وتعيين الولاة والمجلس التشريعى المرتقب.

واكد حمدوك ان العلاقة بين لجان المقومة وثوار ديسمبر الذين صنعوا الثورة علاقة طيبة يتحمل فيها النقد “لانهم هم اعيننا وصدورنا التى قدمت الشهداء والدم فداءا لهذا الوطن الكبير” و شدد على ان الابواب ستظل مفتوحة امامهم لسماع كل تحفظاتهم نافيا وجود اى حواجز بينهم وبين الحكومة.

كما اكد حمدوك ان تحالف قوى الحرية والتغيير هو الحاضنة السياسية لحكومة المرحلة الانتقالية و قبلها هو حاضنة الثورة التي اتت بالحكومة الانتقالية المدنية نافياـ

وجود جفوة بين الجهاز التنفيذي وحاضنته السياسية التي تدافع عنه وتنافح وان التشاور قائم والاجتماعات راتبة متصلة بين الطرفين في كافة المسائل وليس هنالك ما يدعو للاحتقان.

واكد حمدوك انه حينما يحجم عن مخاطبه حشد او التحدث حول حدث من الاحداث انما ياتي ذلك من باب الحرص على البناء على القواسم والتدرج للوصل الى توافق قبل اعلان موقف محدد

وقال حمدوك ان العلاقة الوشيجة والقوية بين الجهاز التنفيذي وممثليه من جهة وشباب الثورة والحرية والتغيير وشباب المقاومة علاقة وجود وبقاء ، اذ هم في مركب واحد نجاةً وغرقاً.

توقع د. عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء الانتقالي ان يضع تحقيق السلام بالبلاد حدا للنزاعات الاثنية التي تشهدها بعض اجزاء البلاد

واوضح حمدوك ان مجلس الوزراء ليس بعيدا عن مفاوضات السلام ويجري اتصالات مستمرة مع الحركات المسلحة المشاركة وغير المشاركة فى المفاوضات بما في ذلك الحلو ومحمد نور واكد ان الملفات التي يحملها وفد التفاوض الحكومي جرى اعدادها من داخل مجلس الوزراء

اكد د. عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء الانتقالى اهمية الشراكة الحالية بين المكون المدني والمكون العسكري في الحكومة الانتقالية للمحافظة على وحدة البلاد وتماسكها صولا الى مرحلة ما بعد الفترة الانتقالية

وقال حمدوك (اننا تراضينا على الشراكة بين المكونيين المدنى والعسكرى حتى لايحدث اى انهيار سياسى بالبلاد) واضاف بان القوات المسلحة والقوات النظامية السودانية ظلت دائما تنحاز الى الشعب السوداني فى كل الثورات التى قامت خاصة فى اكتوبر 1964م وابريل 1985م واصفا الشراكة بأنها انموذج في التعامل يجب تطويره وتنميته .

واشار حمدوك الى ان العالم اليوم مندهش من توافق الشعب السوداني مع قواته النظامية من اجل الوصول الى الديمقراطية المدنية الكاملة بالبلاد

أكد الدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء حرص الحكومة الانتقالية على تماسك ووحدة السودان، و المحافظة على تماسك الدولة السودانية التى كان يمكن ان تنزلق لحرب أهلية ودمارابان أغسطس الماضى، مشيراً للتجارب الماثلة حولنا.

وأوضح قائلاً (نحن ورثنا تركة مثقلة لخراب ثلاثنين عاما) وان العام الاول للحكومة كان عام تأسيس وضعت فيه قضايا أساسية شرعت فى تنفيدها ، مشيرا الى التحديات التى تواجهها والتى تتطلب تضافر الجهود حتى يعود السودان للمجتمع الدولى، والمعاناة الاقتصادية وغيرها من القضايا التى يجب العمل على معالجتها

وأوضح أنهم كحكومة ليس لديهم مصلحة خاصة وأن التواصل معهم لايحتاج للتظاهر والتتريس وأنهم يستقبلون كل من يأتى إليهم ، مبيناً أنه ليس هناك سبب لخلق حالة من عدم الانسجام والجفوة وأنه يجب العمل والبناء.

وأكد أنهم على استعداد لمقابلة هؤلاء الشباب لانهم السند والحارس للثورة ومستقبل السودان وأنهم هم الذين أحدثوا التغيير وصنعوا الثورة ، قائلا إنهم في المقاعد الأمامية ونحن فى المقاعد الخلفية.

وشدد على أنه يجب العمل سويا وتطوير برنامج الثورة وترجمة شعار الثورة ( حرية – سلام – وعدالة) ، و بعث رسالة لشباب المقاومة قائلاً “نحن فى مركب واحدة يمكن نطلع سويا أو نغرق سويا وفى وقت واحد ومافى منتصر ومهاجم وأن المنتصر هو الوطن” ، مشدداً على ضرورة معالجة القضايا الكبيرة بشكل جماعي

وبخصوص المجلس التشريعي المرتقب قال حمدوك انه اشبه بالجمعية الوطنية وفيه ستناقش قضايانا الكبيرة كلها ويعتبر احد انجازات ثورة ديسمبر المجيدة.

اما المرأة فقد وجدت مكانة ومساحة في العمل التنفيذي بعد تعيبن واليتان لنهر النيل والشمالية. وقال ان من حقها الاسهام والمشاركة في العمل التنفيذي مثلما اسهمت في العمل الثوري بفعالية شهدتها كل وسائل الاعلام العالمية.

واختتم حمدوك افاداته برسالة واضحة للثوار الشباب صناع الثورة بأن الباب مفتوح امامهم وان التغبير والعبور يحتاج الي صبر وتفاؤل كما ان المستقبل عريض امامهم من اجل البناء والتعمير.

رصد// سعيد الطيب

الخرطوم 2020/8/21 (سونا)

Exit mobile version