*إن موكب جرد الحساب وما لازمه من عنف غير مبرر كما قال السيد والي الخرطوم في بيانه العجيب الذي عبر فيه عن عميق أسفه للأحداث التي شهدها الموكب ونوه إالي تعداته الذي ذكرها في بيان بحماية المواكب وتأمينها حتى تبلغ غاياتها ، (وذكر) أنه إلتقى النائب العام وعدد من وكلاء النيابة المشرفين على قوات الشرطة وحسب ما ذكره أن إطلاق الغازالمسيل للدموع تم بناءاً علي تقديرهم للموقف و(أقر) بأن القوة التي أستخدمت كانت مفرطة وتجافي نهجنا في عهد الحرية والسلام والعدالة . إن الإرتباك وضح جلياً في بيان السيد أيمن خالد والي ولاية الخرطوم فالفرق واضح بين أن يكون التنفيذي الأول في الولاية وحماية الثوار والإحتفاظ بقيم الثورة في وقتٍ نرى جمعياً أن الثورة قد سرقت تماماً فالوالي يرى أن إستخدام القوة كان مفرطاً لكنه لم يقل لنا ماهي العقوبة التي يراها واجبة في مواجهة هذا العنف المفرط ؟! وإن كان العنف مفرطاً فلماذا يزعم سيادته أنه يتعهد بحماية المواكب وتأمينها حتى تبلغ غايتها فمن عسانا نلوم : الوالي أم الشرطة أم النائب العام ؟!
*إن مواكب جرد الحساب هي في حد ذاتها جرد حساب وضع السلطة التنفيذية ممثلة في السيد الوالي والنائب العام والشرطة في إمتحانٍ عسير ، وهي تستخدم العنف في غير حاجة له ، أما الكارثة الأخرى فهي التعامل غير الموفق من السيد رئيس مجلس الوزراء وحاشيته وهو يعلم تماماً أن هنالك موكب معلن عنه وأفاد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بأن الأمانة العامة لمجلس الوزراء وفرت مكبر صوت لمنظمي الموكب لإستخدامه في المخاطبة ولعمري أن هذا هو السخف بعينه يوفرون مكبرات صوت ويخفون رئيس مجلس الوزراء ويمنعونه عن ان يخاطب الموكب؟! فهل كانوا يريدون لحمدوك أن يسمع هدير الثوار من وراء حجاب ؟ أما العذر الأقبح من الذنب فهو رفض ممثل مجلس الوزراء لمطلب الثوار بأن يخاطبهم حمدوك فإعتذر الممثل لارتباطات سابقة لرئيس الوزراء، المضحك أن هذه الإرتباطات السابقة المزعومة فهل هنالك إرتباط أهم من الإستماع لثوار مازالوا يعانون ألم فراقهم لشهداء قدموا أرواحهم لأجل هذه الثورة ؟! وهم اليوم عندما خرجوا لجرد الحساب في بالهم دماء الشهداء وحقوق الثورة وحق الحياة الحرة الكريمة لأهل السودان ، فأيهما الأحق بالمخاطبه هذا الموكب أم الموعد المسبق ؟!
* يبقى موكب جرد الحساب علامة فارقة في مسيرة الثورة وعند حماتها من لجان المقاومة والحساب عسير ولا يمكن أن نقول الحساب ولد ولكن يمكن أن نقول ولد وبت جدعة ، والعنف الذي قوبل به الموكب على التحقيق سيكون له مابعده فإن الخروج لم يكن نوع من الترف السياسي بقدر ماهو ضيق من الوضع السياسي ، ولم يكن الغاية من الموكب التنفيس عن حالة من الإحباط ولكنه كان رسالة لكل المشهد السياسي بأن هذه الثورة محمية ومرعية ومحفوظة وعلى القوئ السياسية التي تظن أن الفهلوة السياسية ستحقق المكاسب الحزبية الضيقة أبداً ورب الكعبة ، إن هذه المواكب هي النذير العريان للحفاظ على ثورة أهل السودان فإن موكب جرد الحساب لن يكون موكباً لجلد الثورة .. وسلام ياااااااااا وطن.
سلام يا
قالت له هيا بنا لنخط على صفحات التاريخ كلمات حرية سلام وعدالة ، نظر إلى عينيها الناعستين نظرة مفعمة بالثبات والمحبة ثم رفع عينيه إلى السماء وقال يارب إحفظ هذا البلد وأهله وعينيها سلام يااا
الجريدة
حيدر احمد خيرالله