قال باحثون في سنغافورة إن الخلايا اللمفاوية التائية (الخلايا التائية) في أجسام بعض الأشخاص قد يكون لديها القدرة في التعرف على “كوفيد-19″، بالرغم من كونه فيروسا جديدا.
وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن التعرض لأنواع من فيروسات كورونا في الماضي يمكن أن ينتج “خلايا ذاكرة تي” في دماء بعض الأشخاص، وربما يساعدهم على محاربة فيروس كورونا الجديد.
ويأمل الباحثون في الدراسة الصغيرة المنشورة في مجلة Nature، أيضا، أن تساعد هذه الخلايا التائية في تطوير لقاح لـ”كوفيد-19″.
وقال دكتور أنطونيو بيرتوليتي، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في كلية الطب Duke-NUS، والمؤلف المشارك في الدراسة، في تصريح لقناة “فوكس نيوز”: “من المهم إرسال رسالة مفادها أن الخلايا التائية وليس فقط الأجسام المضادة هي جزء أساسي من المناعة المضادة للفيروسات”.
وأضاف: “لطالما كانت فيروسات كورونا الأخرى تنتشر بين البشر. من الممكن أن تقلل المناعة تجاه الفيروسات وثيقة الصلة من قابلية الإصابة بالمرض أو تغيير شدته”.
وتعد الخلايا التائية جزءا من جهاز المناعة الذي يستجيب للغزو الأجنبي، مثل الفيروسات، ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تختلف عن الأجسام المضادة.
وبعد أن يحارب الجسم عدوى ما، “يتذكر الجهاز المناعي ما تعلّمه حول كيفية حماية الجسم من هذا المرض”، كما تقول مراكز السيطرة على الأمراض في موقعها على الإنترنت.
وسيحتفظ الجسم ببعض الخلايا التائية المحددة، والتي يشار إليها باسم “خلايا الذاكرة”، وسيكون ذلك بمثابة إنذار ويساعد جهاز المناعة على تحديد وإنتاج أجسام مضادة لمهاجمة الجرثومة الغريبة إذا دخلت الجسم مرة أخرى.
وفي دراسة سنغافورة، وجد العلماء الخلايا التائية الخاصة بـ SARS-CoV-2 في جميع المرضى الذين اختبروا تعافيهم من “كوفيد-19”.
وقال برتوليتي في بيان: “مائة في المائة من مرضى كوفيد-19 يطورون مناعة الخلايا التائية الخاصة بالفيروس”.
ووجد الباحثون أيضا أن المرضى الذين أصيبوا بالسارس أثناء اندلاع المرض في عام 2003 لا يزالون يمتلكون خلايا ذاكرة تائية خاصة لهذا الفيروس بعد 17 عاما.
كما وجدوا أيضا أن هؤلاء المرضى أظهروا مناعة متصالبة لـ SARS-CoV-2، الفيروس الذي يقف وراء جائحة كورونا.
وقال بيرتوليتي لقناة “فوكس نيوز” في بيان: “مائة في المائة من الأشخاص المصابين في عام 2003 بفيروس SARS-Cov-1 لديهم خلايا تي تفاعلية متصالبة موجودة مسبقا ضد SARS-CoV-2”.
وذكر بيرتوليتي أيضا أن مجموعتهم وجدت أن “أكثر من 50% من الأفراد الأصحاء غير المصابين يظهرون وجود الخلايا التائية الخاصة بـ SARS-CoV-2”.
وقال الباحثون إن هذا قد يكون بسبب المناعة التبادلية التي تنتج عن التعرض لأنواع أخرى من فيروسات كورونا مثل تلك التي تسبب نزلات البرد أو فيروسات حيوانية أخرى غير معروفة حاليا.
وأوضح برتوليتي: “من المهم أن نفهم ما إذا كان هذا يمكن أن يفسر سبب قدرة بعض الأفراد على التحكم بشكل أفضل في العدوى”.
وذكر المؤلفون في بيان صحفي أن نتائج الخلايا التائية طويلة الأمد ونتائج المناعة المتقاطعة تشير إلى أن دور الخلايا التائية، وليس الأجسام المضادة فقط، هو جزء أساسي من المناعة ضد “كوفيد-19”
ومع ذلك، فإن ما يبقى غير واضح ما إذا كانت الخلايا التائية الموجودة مسبقا كافية للحماية أو لتغيير التسبب في مرض “كوفيد-19″، وفقا لمؤلفي الدراسة.
روسيا اليوم