في ظل الأزمات التي تتفجر داخل السودان الواحدة تلو الاخرى خرج علينا رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بتغريدة ينعى لنا فيها أحد (معارفه) في لندن معددا” إسهاماته التى لم نسمع بها من قبل و لا بصاحبها الراحل عليه الرحمة ، و ذكر ايضا” ان من ضمن اسهاماته بصمات كبيرة في الثقافة و الموسيقى ، و منذ كتابة هذا النعى و حتى الان لم تتوقف اللعنات و الشتائم داخل التغريدة ، و لا أدري حقيقة ما الذي جال بخاطر حمدوك حينها و جعله يكتب لشعبه هذا النعى ؟ .
هل ظن حمدوك بان الشعب السوداني الذي فقد ابنائه الثوار في محيط القيادة سيهتم بفقدان احد معارف رئيس الوزراء ؟ أم ظن بان الشعب الذي ينعى في كل يوم خيرة شبابه بسبب الفتن و الازمات و الكوارث سيعزي حمدوك في فقده و مصابه الجلل ؟
بعض الاصدقاء يتساءلون ، لماذا لا يحذوا وزراء حكومتنا حذو وزيرة الإعلام اللبنانية و حكومتهم التى تقدمت بإستقالتها بسبب كارثة المرفأ بعد أن عجزوا تماما عن تحقيق مطالب الثورة و الثوار ، و في الحقيقة يا سادتي وزراء حكومتنا المبجلة ليس بمقدروهم فعل شئ ، مثلهم مثل الممثل الفاشل على خشبة المسرح حين يجتهد بكل ما يملك من موهبة و إبداع مسرحي و لا يجد القبول من المتفرجين و يفشل في إسعادهم و إضحاكهم لن يستطيع تقديم إستقالته من المسرحية بسبب عدم إسعاد الجمهور ، و لن يستطيع ان يقوم بتغيير دوره في المسرحية السمجة هذه ، و حتى اذا شعر بالإكتئاب و الفشل الشديد و تململ الجمهور و قرر عدم الاستمرار في أداء دوره فأن (مخرج) المسرحية سيلوح له بعقوبات العقد المبرم بينهم .
لا تتوقعوا إستقالات من ممثلين فاشلين إستعانوا بهم مخرج و منتج لأداء أدوار في مسرحية هزلية تستمر عروضها لفترة طويلة ، و الخاسر الاكبر فيها هو الجمهور الذي وقف في شباك التذاكر طويلا” و دفع الكثير للحصول على تذكرة عبور للمقاعد الامامية .
إنظروا لشخصية حمدوك ستجدونها في الفنان القامة ( موسى الأمير ) بذات الهدوء و الرزانة و ادوار ( الهمبول ) ، إنظروا لمدني عباس ستجدونه مرتديا” ثياب ( مليوة ) بكامل غبائه و عناده ، إنظروا للسيدة أسماء التي تقمصت دور الراحل الفاضل سعيد في شخصية ( بت قضيم ) و اسعدتنا بالضحك طيلة فترة توليها حقيبة الخارجية حتى انتهى دورها ، إنظروا للسيد فيصل محمد صالح و لملامح وجهه حين ضيق و ( زنقة ) ستجدون الطيب شعراوي ماثلا” امامكم بكل ادوار شخصيته الضعيفة و المهزوزة و المتوترة ،
إنظروا لولاء البوشي حين تغضب و ستجدون ( فضيلة ) حاضرة بكل سذاجتها و حماقتها و براءتها ، إنظروا للسيد مدير شركة مواصلات ولاية الخرطوم محمد ضياء الدين و ستجدون ( فضيل ) بكل عنطزته و فلسفته و جهله ، إنظروا للسيد وجدي صالح الممثل الكبير و البارع جدا” و صاحب البطولة في المسرحية ستجدون ( كبسور ) المجتهد في اللاشئ و المهوس بالبلاغات الفارغة .
لا تنتظروا يا سادتي إستقالات من هؤلاء مهما كانوا يتألمون لآلامكم و اوجعاكم ، فهم مسيرين و ليسوا مخيرين ، ممثلون وليسوا حقيقين ، ثلة لا حول لها و لا قوة ، فالأمر بيد المنتج الذي مول هذه المسرحية و بيد المخرج الذي يظهر أسمه على مقدمة المسرحية و لا نعرف له مكانا” .
نزار العقيلي