مذكرات ولد لبات الموريتاني ووسيط الإتحاد الأفريقي أو كتابه الذي تظهر منه صفحات هنا وهناك في صفحات بعض الاصدقاء في الفيس بوك . في ظني أن ماقام به هو أمر مخالف لادبيات التوثيق الدبلوماسي للأحداث السياسية الكبرى التى كان كوسيط إقليمي طرفاً أصيل فيها وضمن وقائعها (كوسيط محايد) ،
في أدبيات وربما قوانين (المنظمات الاممية والإقليمية ) هنالك فترة زمنية محددة يجب أن تمر بعدها الاحداث ، حتى تكتب عن وقائعها التي عايشتها وكنت طرفاً فيها بحكم منصبك الاممي او الإقليمي في نزاع أو تفاوض . ذلك لأن الاحداث التي تكتب عنها مازالت (ساخنة وقاعده في ناره) تناولها بالتفصيل قد لايساعد في تقدمها نحو الحل وتحقيق الغاية من (الوساطة) ، وهي حفظ السلم والأمن الدوليين والأقليمي ( وليعينني هنا من له علاقة بالعمل في المؤسسات الدولية والاقليمية إن كان ماكتبته هنا في حق ولد لبات صحيح آم خطأ) لكن حاستي براي كقانوني ومتخصص في العلاقات الدولية و ده مامن باب الفخر (الطنقعة) بل لاغراض البوست وموضوعه ، تقول لي بأن الرجل ارتكب خطأ فادح خالف فيه تقاليد أممية ودبلوماسية تلزم الوسطاء في النزاعات بعدم كشف تفاصيل تتعلق بماحدث من وقائع تخص التفاوض وكان (المبعوث الدبلوماسي من المنظمة الدولية ولا الأممية طرفاً فيها ) .
بدا لي ان هذا الرجل (ولد لبات) إن صدق انه اصدر هذا الكتاب هو نفسه حالة تستحق الدراسة كنموذج لضعف منظمة الوحدة الأفريقية وعجزها في حل نزاعات اقليمية في قارة افريقيا بسبب عجز نظامها المؤسسي وطرق اختيارها للمفاوضين .
لست هنا في مقام التقليل من دور الرجل لكن يبدو لي ان الغائب عنه أنه وجد نفسه في مضمار تجربة وخبرة سياسية سودانية احتاجت فقط في تلك الازمة لاطار تفاوضي أقليمي ودولي وليس لرافعة خارقة واستثنائية لإدارته ورفع الحوار كي يكون في متناول الاطراف المتفاوضة نحو الوصول لحل .
المهم فيما يتعلق (بحق الكشف عن مجريات المفاوضات للخبراء والوسطاء الأمميين) أرجو ان يمدني الاخوة الدبلوماسيين والموظفين الاممين بما لديهم من معرفة .. في هل من حق ولد لبات ان يكشف عن تفاصيل ما حدث ؟
Hatim Elyas