ادركوا الجيش قبل فوات الاوان..

عُدنا والعود احمد، قبل سنوات لغيت التهاني بالعيد من علي الصفحات، و المواقع، حتي لا تكون عادة، نبتهل فيها بالدعاء غير المستجاب، ثم نمعن.. متى نصر الله.. فنبقى بين الشك، و اليقين، و تناسينا عبثاً ان الله لا يغيّر ما بقوم حتي يغيّروا ما بأنفسهم، و في السنة الإلحاح بالدعاء، و الطلب من الله يُعتبر قلة حياء، و نقص في الادب ما لم نوفي شروط الإستحابة حقها قولاً، و فعلاً.
كتبت قبل سنوات و اشرت الي ان البشير، و الكيزان هم مظهر من مظاهر ازمة المجتمع الذي انتجهم، فذهابهم لا يعني الإصلاح، فذات المجتمع سيفرز الاسوأ و إن إختلفت الالوان، و الثياب، فالمصدر واحد.
للأسف الصراع علي السلطة اصبح مشهد مُقرف، و لا احد يعمل لأجل المجتمع، و إصلاحه، فاصبح السودان عبارة عن جيفة و صلت مرحلة التحلل، و التلاشي.
الآن بدأت تتضح الصورة بجلاء، و كيف تآمروا علي ثورة الشعب العظيمة في ديسمبر، و إستغفلوا الجميع ظناً منهم ان عجلة التاريخ ثابتة، و لا يزال السودان في مربع الوصايا، و عهود الظلام، لتحكمه القبور، و الشلليات، و العواطلية.
السؤال الذي يجب ان نطرحه الآن و بقوة.. من اين اتى هؤلاء؟
بأي إرادة يريدون ان يحكموا و يتآمروا، إن لم تكن إرادة الشعب هي القبلة، و المحراب؟
للأسف اصبح السودان ساحة مفتوحة لصراع المخابرات، و المحاور، و يحكمه العملاء، و شعبه يقتله الجوع، و المرض، و ارضه ذهب، و ماءة فرات، و سماءه هتون، يتفتق العود اليابس في ارضه خضرةً، و نضارة، ثم يُزهر، و يتقزم إنسانه و يتحجر.
ما تعرض له الفريق الكباشي امر في غاية الاسف، و إنزلاق آخر الي درك سحيق، و وضع بائس.
قلناها مراراً وتكراراً تكمن هيبة الجيش في بسط الحب بالقناعة، لا بالتعسف، و التآمر، و سن القوانين، و تكميم الافواه، و التسلط، فهذا زمان قد ولى بلا رجعة.
لا ادري ما هي مهمة اجهزة الإستخبارات، إن لم تقرأ الرأي العام، و جمع المعلومات، و تحليلها امام صانع القرار، ليرى المشهد كما هو و ليس كما يريد ان يرى، و يسمع، كما صورت للمخلوع الحل ” لو دقت المزيكا ايّ فار بدخل جحرو” فدخل كوبر غير مأسوف عليه، حيث تسكن الفيران، و الجرذان.
كالعادة خرجت ابواق كثيرة تردد ذات اسطوانة النظام البائد المشروخة، ان في المشهد إستهداف للجيش، و هيبته، و ضرب لعزته، و كرامته.
الحقيقة المرة التي يجب الإعتراف بها لقد فقد الشعب السوداني الثقة الكاملة في مؤسسته العسكرية، و جردها من الهيبة و الوقار، منذ عهد اللص المخلوع، و الكل يعرف الاسباب، و المسببات.
قامت الثورة، و إستوت الصفوف ان هيا علي التغيير، و الصلاح.. فلا توضينا نداءً حاضراً، ولا تيممنا طهورها دماءً ذكية.. فانى القبول، و لا تزال مؤسسة الشعب العظيمة مُختطفة من قبل كهنة النظام البائد.
اصبحوا هم الجيش، و الدولة، و الوطن، و اوهموا القادة الذين صنعتهم تلك الآلة المعطوبة، ان غيرهم الاعداء فحبهم هو الحب، و إخلاصهم الوفاء، و ولائهم قسم غليظ تحت جنح الظلام الغى ما يعلوه من شرف الواجب و الوطن، و القسم في ميادين التخريج، و ساحات التدريب، أن بذل الروح ارضأً، و جواً، و بحراً، فداءً للوطن، و صوناً للشعب.
قلناها مراراً وتكراراً ان جيش الشعب الذي يحب بحاجة الي تحرير، حتي يتعافى من امراض حقبة الإنقاذ العفنة، فإن ظل في ذات المربع، و تديره ذات العقلية التي تفترض في الشعب العدو و الخصيم، فالجيش يستهدف نفسه بخلق هذه الحروب العبثية لتزداد المسافة، و الشقة بينه و بين الشعب، في حالة نادرة لا تحدث إلا في السودان دولة تركة ” الكيزان”.
الكيزان و من لف لفهم هم الذين يتآمرون علي الجيش، و الوطن، فالشباب لهم بالمرصاد، و قد بدأت نُذر موجة ثورية لا تبقى و لا تذر!
هل من عقلاء يرون المشهد كما هو بلا تزييف، او محسنات؟
خليل محمد سليمان

الراكوبة

Exit mobile version